في ظل دعوات رسمية وشعبية إلى ضرورة التضامن لمواجهة أزمة فيروس كورونا، أعلن مصنع مغربي لصناعة أجهزة ومستلزمات المخابز، تحويل نشاطه إلى صناعة الأقنعة الزجاجية الواقية، التي تستخدم في المستشفيات، وتوزيعها بالمجان.
المصنع يمارس نشاطه منذ قرابة 15 عاما، في إحدى ضواحي العاصمة الرباط ، ووجد القائمون عليه أن إمكاناته تؤهله لصناعة تلك الأقنعة.
ويهدف القائمون على المصنع إلى المساهمة في التصدي لجائحة كورونا، التي أصابت 1120 شخصا في البلاد، توفي منهم 80، فيما تماثل 81 للشفاء.
وإجمالا أصاب الفيروس أكثر من مليون و347 ألف شخص في العالم، توفي منهم قرابة 75 ألفا، وتعافى أكثر من 286 ألفا.
بداية الفكرة
مسؤول التواصل في الشركة المصنعة للأقنعة الواقية أمين بنور، يقول، إن “فكرة إنتاج المصنع للأقنعة تولدت بعد بحث القائمين عليه عن طريقة يمكن من خلالها المساهمة في التصدي لكورونا، بما يتناسب مع الإمكانات”.
ويضيف بنور، أن “القسم الهندسي في الشركة وجد أن الإمكانات المتوافرة يمكن أن تؤهلنا لصناعة الأقنعة الزجاجية الواقية التي تستعمل في المستشفيات”.
ويؤكد أن “الهدف من صناعة هذه الأقنعة توزيعها بالمجان على الأطباء ورجال الأمن وعمال النظافة، خاصة مع النقص الكبير الذي يعرفه هذا النوع من المستلزمات الطبية، سواء في المغرب أو العالم”.
ويعتبر بنور، أن “الخطوة تمثل مشاركة متواضعة من الشركة في الجهود الوطنية لمكافحة الوباء”.
بداية الإنتاج
على الفور، بدأ القسم الهندسي إعداد نماذج أولية من الأقنعة الطبية، وتوزيعها بالمجان على أطباء داخل المستشفيات العمومية، وقد جربوا تلك الأقنعة، وأقروا بفاعليتها، وفق مسؤول التواصل بالشركة.
ويتابع بنور: “بعدها بدأنا إنتاج عدد من الأقنعة، بحسب القدرة المتوافرة لدينا، وتوزيعها على المستشفيات العمومية بالمجان في (مدن) الرباط والدار البيضاء وسلا”.
ويوضح أن “الأقنعة الطبية وجدت استحسانا كبيرا من الأطباء، خاصة مع ما توفره من حماية لهم لدى ممارستهم أعمالهم”.
عروض دعم
الفكرة التي بدأت تطوعية عرفت انتشارا واهتماما واسعين، بفضل ما لاقته من استحسان لدى المتابعين.
ويقول بنور: “بعد انتشار خبر الفكرة التطوعية، بدأت تردنا اتصالات عديدة أبدى أصحابها استعدادهم لدعمنا، خاصة مع قلة الإمكانات”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ بدأت مستشفيات وعيادات خاصة تطلب تزويدها بهذا القناع.
ويستطرد بنور: “الاستحسان الذي لاقته الفكرة يعود إلى كونها تنصب على منتج محلي مغربي خالص، مع ما يتمتع به من جودة وإمكانية لتعقيمه وإعادة استخدامه أكثر من مرة”.
ويزيد أنه “منذ بداية العمل، ومع الطلبات العديدة التي نتلقاها، أصبحنا ننتج يوميا ما معدله 80 قناعا واقيا، لتوزيعها مجانا على المؤسسات العمومية أو بيعها للمؤسسات الخاصة”.
ويمضي قائلا: “نتمنى أن نكون بهذه المبادرة قد ساهمنا، ولو قليلا، في الجهود الوطنية للتصدي للوباء”.
وسجل المغرب أول إصابة بالفيروس في 3 مارس الماضي، وأعلن في 19 من الشهر ذاته حالة الطوارئ الصحية، وتقييد الحركة في المملكة حتى 20 أبريل الجاري، ضمن تدابير أخرى للسيطرة على الفيروس.
وخصصت السلطات مساعدات مالية لدعم الأسر المتضررة من إجراءات مكافحة الفيروس، تبلغ 800 درهم للأسر الصغيرة، وألف درهم للأسر المكونة من 3-4 أشخاص، و1200 درهم للأسر المكونة من 4 فأكثر.
تعليقات الزوار ( 0 )