كشف والي إدون، وزير المالية والمنسق العام للاقتصاد في نيجيريا، عن اهتمام الولايات المتحدة بالاستثمار في مشروع أنبوب الغاز العملاق الرابط بين نيجيريا والمغرب، وذلك خلال لقاءاته الثنائية في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي التي اختتمت مؤخراً في واشنطن العاصمة.
وأوضح إدون، في بيان صدر أول يوم أمس (السبت)، أن وفد نيجيريا، الذي ضم أيضاً محافظ البنك المركزي أولايي مي كاردوسو ومسؤولين آخرين، عقد اجتماعًا رفيع المستوى مع ممثلي وزارة الخارجية الأميركية، حيث أكد الجانب الأميركي على ضرورة استمرار الحوار من أجل تعزيز ثقة المستثمرين وإبراز الإصلاحات الاقتصادية الجارية في نيجيريا.
وأكد الوزير أن قطاع الغاز الطبيعي، ولا سيما مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، كان في صلب محادثات الطرفين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترى في هذا المشروع فرصة استراتيجية نظراً للثروات الغازية الهائلة التي تزخر بها نيجيريا.
مشروع إقليمي ضخم
ويُذكر أن مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب كان قد حصل على الضوء الأخضر من المجلس التنفيذي الفدرالي في يونيو 2022، حيث تم توقيع اتفاق مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) لبناء الأنبوب، وذلك قبل تحول شركة النفط الوطنية النيجيرية إلى كيان تجاري مستقل تحت اسم “الشركة الوطنية النيجيرية للبترول المحدودة”.
وقد دخلت نيجيريا، بقيادة المدير التنفيذي السابق ميلي كياري، في سلسلة من الاتفاقيات مع دول إقليمية مثل المغرب وساحل العاج وليبيريا وبنين وغينيا لدعم تنفيذ المشروع الذي يُنتظر أن يغير خريطة الطاقة في غرب إفريقيا.
وكان من المتوقع اتخاذ قرار استثماري نهائي بشأن المشروع بنهاية عام 2024، غير أن التغييرات الإدارية الأخيرة في الشركة قد تلقي بظلالها على الجدول الزمني للمشروع.
اهتمام أوسع بالبنية التحتية والزراعة
إضافة إلى قطاع الغاز، أبدت الولايات المتحدة اهتمامًا بالاستثمار في مشاريع البنية التحتية، لاسيما في مجالات الربط الرقمي، حيث يمكن لمشاريع الألياف البصرية العابرة للأطلسي التي تقودها الولايات المتحدة أن تدعم أهداف التنمية الرقمية في نيجيريا.
كما أشار إدون إلى أن الزراعة حظيت بحيز مهم في المناقشات، مع تعهد أميركي بدعم جهود نيجيريا لتعزيز الإنتاجية الزراعية، وتطوير سلاسل القيمة، وتعزيز الأمن الغذائي عبر الاستثمار والتعاون الفني.
شراكات مالية واستثمارية واعدة
وعلى هامش الاجتماعات الدولية، عقد الوفد النيجيري لقاءات مع ممثلي مؤسسة غيتس، الذين أبدوا استعدادهم لدعم جهود نيجيريا في سد فجوات التمويل الناتجة عن تقليص الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) لأنشطتها، وتقديم المساعدة الفنية.
كما التقى الوفد بماختار ديوب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل الدولية (IFC)، حيث عبر عن التزام المؤسسة بدعم مبادرة “M300” الاستثمارية بالإضافة إلى ضخ استثمارات في قطاعات المطارات والخدمات اللوجستية في نيجيريا.
تعليقات الزوار ( 0 )