مع اقتراب كل انتخابات في المغرب، تجدّد جبهة البوليساريو الانفصالية، التعبير عن سخطها من إشراك سكان الأقاليم الجنوبية، في الاستحقاقات، حيث عملت مؤخرا عبر أمينها العام إبراهيم غالي، إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، لإيقاف مشاركة سكان الصحراء المغربية في الانتخابات الجماعية والجهوية والبرلمانية المقبلة.
وشهدت الأقاليم الصحراوية المغربية، مشاركة كبيرة في الانتخابات التي شهدتها سنة 2021، بداية بالاستحقاقات المتعلقة بمندوبي الأجراء وأعضاء اللجان الثنائية متساوية الأعضاء، ومروراً باستحقاقات الغرف، التي سجلت فيها مدن الجنوب أكبر نسب المشاركة، ووصلاً إلى انتخابات الـ 8 من شتنبر، التي بدأت بوادر نسب المشاركة فيها، تتضح، جراء الزخم الذي تعرفه حملات الأحزاب بالمنطقة.
ويفسر متابعون السخط الكبير الذي تعبر عنه الجبهة خلال الانتخابات، بكون الأخيرة، تفضح الادعاءات التي يروجها الانفصاليون من قاطني تندوف، بشأن أن قيادة “الجمهورية الوهمية” هي الممثل الوحيد والأوحد للصحراويين، على الرغم من أنه لم يسبق لها أن أجرت أي استفتاء أو عملية ديمقراطية أكدت الأمر.
وفي هذا السياق، قال مصطفى سلمى، المفتش العام الأسبق لما يسمى بـ”الأمن الوطني” لجبهة البوليساريو الانفصالية، إن “مشاركة الصحراويين في الانتخابات المغربية تعري البوليساريو”، مضيفاً أن صفحات “فيسبوك”، “عجت بعديد اللوائح الانتخابية والمترشحين لها من أبناء الأقاليم الصحراوية في المغرب”.
وأوضح سلمى، أنه تذكر أن غالي، زعيم جبهة البوليساريو، بعث منذ أيام، “من منفاه في حي حيدرا بعاصمة الجزائر، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة يطالبه بمنع المغرب من إجراء انتخابات في الأقاليم الصحراوية”، مسترسلاً: “وقلت في نفسي ماذا لو تكبد غوتيريس عناء الرد هذه المرة على رسالة غالي؟”.
واسترسل أنه الأمين العام للأمم المتحدة، لو ردّ على غالي، ل قال له: “أليس من الأجدى أن تأمر وأنت الزعيم وممثل الصحراويين الشرعي والوحيد مواطني جمهوريتك المحتلة ألا يشاركوا في انتخابات المغرب، لا كمترشحين ولا كمصوتين، فلا تكون هناك انتخابات يا سيادة الزعيم، وتثبت للعالم صدق ادعاءاتك؟؟؟؟”.
ونبه مصطفى، إلى أن “الاستنتاج من المشاركة الصحراوية الكبيرة في الانتخابات المغربية، كمترشحين عن جميع الأحزاب وفي جميع الغرف المهنية، وحتى قبل أن تظهر نتائج التصويت ونسب المشاركة، هو الاستفتاء والشرعية اللتان لا تريد البوليساريو الاعتراف بهما، وتكذيب واضح و جلي لـ: ادعاءات الجبهة لتمثيلية كل الصحراويين، وادعاءات الجبهة عن انعدام الحريات في الأقاليم الصحراوية”.
تعليقات الزوار ( 0 )