Share
  • Link copied

مركز أبحاث إيطالي يدق ناقوس الخطر: “البوليساريو تهديد للاستقرار الإقليمي وعلى إيطاليا أن تحسم موقفها لصالح سيادة المغرب على صحرائه”

في تحليل سياسي لافت، حذّر مركز التفكير الإيطالي “لويجي إينودي” من المخاطر المتزايدة التي تُشكّلها ميليشيات البوليساريو، المدعومة من النظام الجزائري، على الاستقرار الإقليمي في شمال إفريقيا، داعيًا الحكومة الإيطالية إلى الخروج من دائرة الغموض واعتماد موقف واضح يدعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

وجاء في التقرير الذي أعدّته أندريا كانجيني، الأمينة العامة للمركز والنائبة السابقة في البرلمان الإيطالي، أن أنشطة البوليساريو ذات الطابع الانفصالي تُهدد بنسف التوازن الأمني في المنطقة، خاصة في ظل تنامي ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية وعملاء طهران في الساحل والصحراء.

واستندت كانجيني إلى تقارير دولية، من بينها تحقيق نشرته صحيفة واشنطن بوست، كشف عن تلقّي عناصر من البوليساريو تدريبات عسكرية على يد وكلاء إيرانيين في سوريا.

وأعربت كانجيني عن أسفها لكون الموقف الإيطالي من نزاع الصحراء لا يزال ضبابيًا، خاضعًا ـ في نظرها ـ لمصالح اقتصادية ضيقة، على رأسها ارتباط شركة الطاقة “إيني” بعقود وشراكات مع النظام الجزائري.

وأضافت أن هذا التردد يُهدد بتقويض المصالح الجيوستراتيجية الأوسع لإيطاليا في المنطقة، في وقت تشهد فيه الخريطة الدبلوماسية تحولات حاسمة.

وفي هذا الصدد، ذكّرت كانجيني بالعلاقات العريقة بين روما والرباط، مؤكدة أن المغرب يمثّل حليفًا موثوقًا وركيزة أساسية في مواجهة التطرّف واللاستقرار، فضلًا عن دوره الحيوي في مراقبة الهجرة ومحاربة الإرهاب في الساحل.

وشدّدت على أن “من مصلحة إيطاليا أن تدعم حليفًا استراتيجيا مثل المغرب، بدل مجاراة طموحات انفصالية تُدار من الجزائر وتُستغل من قبل طهران”.

وأشارت في تحليلها إلى الدينامية الدولية المتسارعة المؤيدة للموقف المغربي، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه، وتوالي الدعم من قِبل قوى أوروبية كفرنسا وإسبانيا، إلى جانب أغلب دول الاتحاد الأوروبي التي تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية أرضية جدية وذات مصداقية للحل السياسي النهائي.

وفي خاتمة تقريرها، دعت كانجيني الحكومة الإيطالية إلى مراجعة موقفها الخارجي بما ينسجم مع مصالحها الحقيقية في المنطقة، معتبرة أن الوقت قد حان لـ”حسم الموقف والوقوف بوضوح إلى جانب المغرب ضد مشاريع الانفصال التي توظفها الجزائر وتستغلها إيران لزعزعة أمن شمال إفريقيا.”

ويأتي تقرير مركز “لويجي إينودي” في وقت حساس تشهده المنطقة، ويُسلط الضوء على عمق التحولات الجيوسياسية في الصحراء، ويضع أمام صناع القرار في روما سؤالًا محوريًا: هل ستواصل إيطاليا الوقوف في منطقة رمادية؟ أم أنها ستنضم إلى ركب الدول التي أدركت بأن دعم المغرب هو دعم للاستقرار، لا في المنطقة فحسب، بل على مستوى الضفة الجنوبية للمتوسط بأكملها؟

Share
  • Link copied
المقال التالي