في مشهد يعكس حجم الغضب والسخرية المتناميين في أوساط المخيمات الصحراوية، أطلق عدد من النشطاء هاشتاغاً لاذعاً يدعو إبراهيم غالي، زعيم الجبهة الانفصالية ، إلى عدم زيارة مخيم ولاية العيون، الذي يعيش منذ أيام على وقع انفلات أمني خطير وانفجارات عنف متواصلة بين عصابات تهريب المخدرات.
الهاشتاغ الذي سرعان ما لقي انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حمل رسالة ساخرة مفادها أن غالي، بعجزه المستمر عن إدارة الشأن العام، سيكون من الأفضل له أن يظل في مكانه، بعيداً عن واقع المخيمات المنفجر، غير مكترث بما يجري بين جدرانها المتهالكة.
وتداول نشطاء صوراً ومقاطع مصورة توثق لحظات تبادل إطلاق النار بين مهربي المخدرات داخل المخيمات، في ظل غياب تام لأجهزة الردع التي تدعي “السلطات” امتلاكها.
وفي مقابل هذه الفوضى المتصاعدة، يلتزم إبراهيم غالي بالصمت المطبق، مفضلاً التواري عن الأنظار ومواصلة أسلوب الهروب إلى الأمام، تاركاً المواطنين يواجهون مصيراً غامضاً في مخيمات تآكلها الجوع والجريمة.
ومع اشتداد حدة الانفلات الأمني، لم تُقدِم القيادة الصحراوية سوى على تقديم مسرحيات خطابية فارغة، محاولةً التغطية على الواقع المتردي وبيع الوهم لسكان المخيمات، الذين بدأوا يتململون ويعلنون عن رفضهم الصامت عبر موجات من السخرية والاحتجاج الرقمي.
وفي المقابل، تتساءل أصوات داخلية عن جدوى استمرار هذه “الحكومة” التي فقدت كل مقومات الشرعية والقدرة على حماية أبسط مقومات العيش داخل المخيمات، مما ينذر بموجات غضب اجتماعي قد تتحول قريباً إلى حركات عصيان مفتوح، في حال استمرت القيادات الحالية في سياسة الإنكار والهروب من المسؤولية.
ووسط كل هذه الفوضى، يظل السؤال قائماً: إلى متى سيواصل إبراهيم غالي إدارة ظهره لمعاناة أبناء المخيمات، وهو يترنح على أنقاض مشروع لم يعد يؤمن به حتى أنصاره؟
تعليقات الزوار ( 0 )