سؤال أضحى يؤرق الأسر المغربية في كل موسم، ويربك حساباتها كثيرا، ويزيد من مخاوف المتفوقين بمعدلات ونقط عددية! فالأفق يحتج للإصلاح كذلك، لذا فالرفع من الطاقة الاستيعابية للكليات والمراكز ذات الاستقطاب المحدود، أمسى ضرورة حتمية أمام توالي تخرج أجيال من المتفوقين نقطيا من المدارس المغربية!
هنا وجب الإصلاح كذلك، حتى لا تصدم الأسر المغرببة بعد فرحة قصيرة عابرة، بواقع اسمه غموض الأفق ومحدودية العدد في الولوج للمعاهد والمراكز والكليات ذات المهن الواعدة والجذابة..!!
كما أن مسألة الرسوب في مستوى دراسي ما، لايعد فشلا بالمنظور العلمي، وإنما هو بمثابة ركيزة لأساس متين، لمسار دراسي مستمر ودائم!
أما ربط نسبة النجاح والهرولة نحو التنافس في النقط العددية، وتباهي البعض بارتفاع نسبة النجاح في مؤسسات ما وانخفاضها في مؤسسات أخرى، يقتضي تشخيصا موضوعيا بعيدا عن الذاتية، تشخيص يراعى التمكن الحقيقي من مختلف الكفايات، والوقوف على واشكال وطرق التقويم، وآليات محاربة الغش، وعامل الضمير المهني! وهكذا دواليك! فكم هو مؤلم التشخيص الموضوعي!!!
ولعل قضية الارتفاع الكبير للنقط، واختلافها بين الأقاليم والجهات، تقتضي فتح نقاش تربوي موضوعي حولها! نفس الأمر ينطبق على المؤسسات الجامعية وغيرها!
لذا، فنظام التقويمات، والذي لا زال معتمدا لحد الساعة! هل استطاع تكوين الإنسان المتزن، المتمكن، والذي تتوفر فيه جميع خصال القيم المرتبطة بتقلد المسؤولية الوظيفية في قطاع ما، في المستقبل! قيم نوجزها في الصدق ونكران الذات، واحترام الغير، والقيام بالواجب على أحسن وجه، وزد على ذلك ليس بالقليل! فالحياة المدرسية الناجعة والناجحة تقتضي أن تتطابق النقط العددية مع عالم اسمه الشعل، والنجاح في تدبير تشعبات الحياة والعلاقات الاجتماعية المتعددة الأبعاد! لا المعرفة وأفعال الواقع في واد، وعالم القيم والمعرفة التعليمية والتربوية في واد عميق آخر.
تعليقات الزوار ( 0 )