قالت أمينة ماء العنين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، إن “المصباح”، يعيش ولادة جديدة في ظل التحولات السياسية التي تمرّ بها البلاد، والمستجدات التي عرفتها الساحة مؤخرا، مؤكدةً بأن هناك حاجةً للتجديد الفكري والنظري، والتخلص من عقدة الخوف من قلق السؤال وحيرة الفكر لدى أتباعه الشباب.
وأضافت ماء العنين في تدوينة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن الحزب العدالة والتنمية الكبير والمتميز بمساره وتنظيمه وخصوصيته، “لا يضره اليوم أن يجري نقداً ذاتياً حقيقياً وهو يعيش مخاضاً وإن كان مؤلماً وطبيعياً لمن يمتلك أدوات التحليل الموضوعي، فإنه في نفس الوقت يظل مفيداً لو عرف كيف يستثمره في اتجاه البناء والتصحيح والتصويب”.
وذكّرت القيادية في حزب المصباح بأن ثقافة الحركة الإسلامية “في عمومها لا تتسامح كثيراً مع النقذ الذاتيّ، وتعتبر المختلف من داخلها خارجاً عن الجماعة، جانحاً نحو التنازع الذي يقود إلى الفشل وذهاب الريح”، متابعةً أن هذا المنطق “بدأ يتغير ولو ببطء، بالنظر إلى التحولات التي تقودها وسائل التواصل الاجتماعي وآليات التواصل الجديد المتمسة بالهيمنة والقوة”.
وأكدت ماء العنين في التدوينة ذاتها، بأنه “لابد من الحسم في القبول نظريا أن حزب العدالة والتنمية كغيره من الأحزاب، يعيش مرحلة انتقال بين جيلين، وأن بوادر صعوبة الانتقال بدأت تظهر إن لم يتم ضخ ما يستلزمه الأمر من السلاسة والتفهم والقدرة على التحليل والاستشراف”، مردفةً أن البيجيدي يعيش “ولادة جديدة تبدو قسرية”.
وأوضحت أن “الانحسار المخيف للنقاش النظري المؤطر لتحولات جارفة لا يصنعها الحزب ولا قبل له بالتحكم فيها”، هو ما يضفي على هذه الولادة القسرية “طابع الصعوبة والتعقيد”، مشددةً على أن العدالة والتنمية يحتاج اليوم “إلى نقاش واسع وعميق بدون عقد أو مركب نقص أو استحضار لنزرية المؤامرة أو توجس من الخصوم والمتربصين وهم متعددون بلا شك”، على حد قولها.
وشددت ماء العنين على الحزب اليوم يحتاج “إلى جرأة كبيرة في التقييم والنقاش والتجديد الفكري والنظري، والتخلص من عقدة الخوف من قلق السؤال وحيرة الفكر لدى أبنائه وشبابه، لأنه حزب قام على فكرة، والفكرة لا تخشى السؤال والنقد، ولا تقاوم التغيير والمراجعة، كما لا تتعايش مع الضبط أو الاحتواء بدون إقناعٍ”.
الحزب حسب ماء العنين، يحتاج أيضا، إلى “تجاوز منطق إطفاء الحرائق والنقاش المجتزأ تحت ضغط الوقائع والأحداث، لأنه سيظل حبيسا لمنطق التبرير أو منطق الهجوم والرفض العاطفي”، متابعةً: “أما إن استحضرنا تأطير النقاش بهواجس التنظيم، فسنسقط حتما في المزايدة وتصفية الحسابات الشخصية أو التنظيمية، وهو ما لن يساعد على تجاوز الأزمة بقدر ما يسهم في تكريسها”.
وتساءلت ماء العنين في التدوينة نفسها: “هل أجرى الحزب تقييما حقيقيا وصريحا لتجربة عشر سنوات من المساهمة في الحكم من موقع رئاسة الحكومة وتصدر البرلمان وتسيير الجماعات بأغلبيات غير مسبوقة في التاريخ الانتخابي للمغرب؟ هل يعرف الحزب إلى أين يتوجه اليوم وماهي أطروحته المؤطرة لوجوده السياسي في المرحلة المقبلة التي تدل كل المؤشرات عل أنها مرحلة ليست باليسيرة؟ هل حاول الحزب التخلص من تأثُّر نقاشه الداخلي بالهجومات الخارجية التي تستدرجه لاستنزاف الطاقة في مواجهتها والرد عليها، بدل الانكباب على نقاش داخلي حقيقي وعميق بدون سقف وبدون خطوط حمراء؟”، مضيفة: “للأسف لم يحدث ذلك”.
واختتمت القيادية في حزب المصباح: “يجب أن نعترف أن ما عطَّل نقاشنا الداخلي وجعله سطحيا في المرحلة الأولى هو نشوتنا بانتصارات انتخابية تبين أنها كانت أكبر من حجمنا وسابقة على استعداد بنيتنا الفتية سياسيا وفكريا، وهي البنية القادمة من مجال الدعوة السائد داخل الحركة الإسلامية. أما ما عطل نفس النقاش المؤجل في المرحلة الثانية، فهو الخلاف السياسي والتنظيمي القوي الذي انطلق مع إعفاء ذ.بنكيران، والذي لم يستطع الحزب تجاوزه، فأصبح هاجسا مؤطرا لكل نقاش أو تساؤل أو نقد، فتحول عمليا إلى عقدة صار لزاما التخلص منها للاستمرار”.
تعليقات الزوار ( 0 )