تعد السياسة الخارجية الإيرانية الأكثر جدلا في النظام الدولي منذ نجاح الثورة الخمينية في ايران سنة 1979 ،فمابين دخول ايران في حرب طويلة مع العراق خلال فترة صدام حسين ،مرورا بصراع إيران مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي وقدرتها على إنشاء أدرع في أربعة بوابات بمنطقة الشرق الشرق الأوسط :لبنان وسوريا واليمن والعراق تخوض بها حرب بالوكالة في محيطها الاقليمي ،وصراعها العقائدي والسياسي المفتوح مع المملكة العربية السعودية ،وصولا الى حدة الصراع مع الولايات المتحدة الأمريكية في فترة حكم الرئيس ترامب ،كلها عناصر تجعل السياسة الخارجية الإيرانية موضوع جدير بالدراسة بالتركيز على فكرة محورية تحاول أن تبرهن على مايلي:
إن شكل النظام العقائدي الشيعي في إيران والموقع الجيو-استراتيجي لدولة إيران على ابواب مضيق هرمز وفي تماس مع منطقة الخليج أكبر احتياطي للنفط في العالم ،وعلى مقربة من دولة إسلامية سنية، لايمكن أن ينتج سياسة خارجية مختلفة عن إيران الحالية ،وهي فكرة يمكن تفسيرها باختبار مجموعة من النظريات في العلاقات الدولية والبرهنة عليها بمجموعة حجج علمية .
أولا: النظريات المتبعة في التفسير
لقد تم اختيار خمس نظريات لمحاولة تفسير السياسة الخارجية الايرانية ،ونعرض هذه النظريات متتابعة مع إظهار لماذا لايمكن لثلاث منها تفسير السياسة الخارجية الإيرانية وهي النظريات الليبيرالية والبنائية والماركسية وأن النظرية الواقعية و التطور الذي حصل داخلها مع الواقعية الجديدة هي النظرية القادرة على تفسير السياسة الخارجية الايرانية .
أ- النظرية الليبرالية لا يمكنها تفسر السياسة الخارجية الإيرانية
تركز النظرية الليبرالية على الامكانيات التي تتيحها المؤسسات المحلية والدولية في صنع السلام بين الدول، وكيف أن عوامل الديمقراطية والشبكات المتعدد للتواصل في العالم والعلاقات التجارية والتمويل وتضاعف أعداد المنظمات بين الحكومية الدولية ،كل هذا يخلق مجموعة من القواعد والمصالح التي تُخفض من خطر وقوع الصراعات العنيفة والحروب بين البلدان المترابطة ،فالليبراليون يقولون أن اندلاع الحرب العالمية الأولى يبرر نقذهم لنظام العلاقات الدولية السائد أنداك، ومن تم بدأ التفكير في إقامة نظام عالمي يتميز بالدبلوماسية المفتوحة وحق تقرير المصير والتجارة الحرة ونزع السلاح والتسوية السلمية للنزاعات وانشاء منظمة أممية في شكل عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى .
هذه العناصر ،كلها لاتفسر السياسة الخارجية الإيرانية لكون ايران وان كانت موجودة في العديد من المنظمات الدولية فإنها ليست دولة ديمقراطية ولاتوجد في محيط توجد فيه دول ديمقراطية ،وهي وأن كانت دولة تجارية في علاقتها ببعض دول جوارها مثل سلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة ،فإن العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات لاتساعد على استعمال هذا المعيار للتفسير ،لذلك كثيرا ما نلاحظ في سلوكها الخارجي الكثير من التناقض الذي يحد من عناصر النظرية الليبرالية ،فتواجد وكلاء لإيران في أربعة دول يجعلها في وضعية صراع وليس بحثا عن التعاون ،فإيران خاضت منذ صعود نظام الخميني صراعات كثيرة مع دول محيطها ومع الولايات المتحدة الأمريكية وظلت لها علاقات محدودة مع روسيا وسلطنة عمان وأنظمة أخرى لها مشاكل في المجتمع الدولي مثل النظام السوري ،فإيران نظر إليها جيرانها الخليجيون مباشرة مع صعود الخميني أنها مصدر تهديد ،وأن هدفها المعلن منذ البداية كان تصدير الثورة إلى باقي أرجاء العالم ،وهذا مادفع الخليجيين إلى تأسيس مجلس تعاون دول الخليج ،وحتى بالنسبة للدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية فإنها لاتثق في النظام الإيراني ،ذلك أنها تنظر إلى إيران بكونها عملت مع صعود الخميني على فتح الباب أمام “ثورة دينية عالمية “تسعى لوضع حد للتفوق الغربي .
ب- النظرية الماركسية لا تفسر السياسة الخارجية الإيرانية
تقوم النظرية الماركسية على انتقاذ الرأسمالية ،فالعالم حسب هذه النظرية هو نمط من القوى الاجتماعية المتفاعلة الذي تمارس فيه الدولة دور الوسيط ،وتفسر النظرية الماركسية العلاقات الاجتماعية التي يتم من خلالها إنتاج تلك القوة ،هذه العلاقات لها تاريخ وعملية إنتاج ولاداعي لبقائها الى الأبد على الشكل الذي قد نكون نراه بها اليوم ،فالنظرية الماركسية تربط بين المحلي والدولي والاقتصادي والسياسي وتفسر سلوك الدول في العلاقات الدولية انطلاقا من فكرة الإنتاج الإجتماعي للسياسة العالمية .
ولايمكن لهذه النظرية تفسير السياسة الخارجية الإيرانية لأن ايران لاتنظر الى صراعها العالمي انه صراع مع الراسمالية ،وإنما تنظر اليه أنه صراع عقائدي وديني وحضاري ،فإيران ليست هي كوبا أو الاتحاد السوفياتي سابقا أو الصين أو بعض دول امريكا اللاتينية مثل فنزويلا التي لها صراع مع العالم الرأسمالية ، أكثر من ذلك أن هذه النظرية التي تعتمد التاريخ وعملية الانتاج والقول بأن الأوضاع تتغير، تبين أن ايران لم تتغير في سياستها الخارجية منذ صعود الخميني لأن إيران الثورة ظلت هي المحدد للسياسة الخارجية لايران الدولة .
ت- النظرية البنائية لا يمكنها تفسير السياسة الخارجية الايرانية في كل جوانبها
تعتمد هذه النظرية على الثقافة والعادات والممارسات الاجتماعية في التفسير ،فهي تعتبر ان العلاقات الدولية بناء اجتماعي وتركز على المعايير والقواعد واللغة ومسألة انتشار القيم ،فالسياسة الدولية حسب البنائيين هي عالم من صنعنا ،وهي تبحث في كيفية بناء الهويات والأفعال والمعاناة البشرية من خلال عملية التفاعل ،ومن الممكن تفسير جزء من السياسة الخارجية الإيرانية انطلاقا من مما تقدمه البنائية ،فإيران لديها سيكولوجية تجعلها تشعر أنها متفوقة عن جيرانها .
فالإيرانيون ذووا الأصول الفارسية التي انضاف إليها التشيع جعل قضية الهوية والثقافة والعقيدة حاضرة بقوة ،لكنها لاتفسر إلا جزء ايران الثورة التي يستعملها المرشد في عملية التعبئة والتهييج ،ولاتشرح سعي ايران الى امتلاك القوة كدولة ،أو سعيها لتكون قوة اقليمية في محيطها ،فهذه النظرية قد تشرح إيران الثورة في علاقتها بحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق ،فالسياسة الخارجية الإيرانية تقدم أنها تخضع لمنطق شيعي وتستعمل حججا شيعية لإثبات وتكريس الهوية الشيعية للدولة .
ث-قدرة النظرية الواقعية والتطورات التي أدخلت عليها مع الواقعية البنيوية على تفسير السياسة الخارجية الإيرانية
تقوم النظرية الواقعية على فكرة ان القوة هي عملة العلاقات الدولية ،فالسياسة الدولية حسب هذه النظرية مرادفة لسياسات القوة.فالواقعية غالبا ما توصف بأنها النظرة السائدة للعالم على مدار خمسين سنة ،فهي تقول ان سلوك الدول يكون مدفوعا بالطبيعة البشرية او بسبب الاستياء الاستباقي الذي يفرضه النظام الدولي الفوضوي ،
لذلك فهذا التوصيف ينطبق على طبيعة الخطاب والسلوك الإيراني ،الفكرة الثانية التي تقوم عليها الواقعية الكلاسيكية هي ان القدرات العسكرية والتحالفات العسكرية هما أساس الأمن ، وهنا يلاحظ أن إيران سعت الى بناء قوتها العسكرية سواء عن طريق محاولة تطوير مقراتها العسكرية أو بناء أدرع عسكرية في ثلاث دول هي اليمن والعراق ولبنان، لكن يلاحظ أن التحالفات العسكرية كانت محدودة باستثناء تحالف مع سوريا واحيانا تفاهمات عسكرية مع روسيا ،وتظل فكرة البحث عن المصلحة والسعي للهيمنة التي تقول بهما الواقعية الكلاسيكية أساسية في تفسير السياسة الخارجية الإيرانية، ذلك أن وصول ايران الى مجموعة من دول غرب إفريقيا ،حيث سعت إيران الى تمتين العلاقات مع دول ذات أغلبية إسلامية في إفريقيا لمدها بالبترول الإيراني ،ولكنها في نفس الوقت كانت تنشر إسلامها الشيعي وسط الإسلام السني ، وذلك لما قامت مثلا بانشاء مؤسسات شيعية في افريقيا في السنغال .
وإيران بهذا الشكل تبني سياستها الخارجية على الدفاع عن مصالحها ،حيث سعت باستمرار الى محاولة تكريس دورها كفاعل اقليمي له تاثير في التفاعلات التي تجري في منطقة الشرق الاوسط ،وهي جهود ظلت مستمرة للتحول الى قوة إقليمية لايمكن تجاهلها في عملية صياغة الترتيبات الأمنية والإستراتيجية في المنطقة .
وإيران الدولة النفطية التي تطل على أحد اكبر الممرات البحرية في العالم الذي هو مضيق هرمز ،أحد ممرات الطاقة نحو العالم ،ولكونها تطل على منطقة الخليج أحد اكبر احتياطات النفط في العالم ومجال حيوي تتنافس فيه القوى الكبرى ،كان من الطبيعي ان تكون لها سياسة تحاول التأثير في محيطها لتدخل في صراع مع عراق صدام حسين مباشرة بعد صعود الخميني في حرب سمتها ايران ب”الدفاع المقدس” ودامت من شتنبر 1980 الى غشت 1988،في هذه الحرب شعرت إيران أن محيطها وجزء من الدول الغربية مساندة للعراق ،وهذا سيكون عاملا محددا لسلوك إيران في السياسة الخارجية بعد إنتهاء الحرب،وهو العامل الذي يفسر شروعها في بناء سياستها على قاعدة تساوى القوة بالإمكانيات المادية ،ولكن ايران لم تستطع بناء تحالفات عسكرية تقليدية ،كما أن انحيازها لأحد القطبين في فترة الحرب الباردة كان غامضا ،لذلك يمكن القول أن إيران تعتبر القدرات العسكرية هي أساس الأمن دون القدرة على إنشاء تحالفات عسكرية تقليدية ،وهنا تصبح الواقعية الكلاسيكية غير قادرة على تقديم عناصر تفسر السياسة الخارجية لإيران بخصوص حجم القوة الذي تسعى إليه إيران ،ومقابل ذلك تقدم الواقعية البنيوية تفسيرات لهذا السؤال المرتبط بحجم القوة وبمحاولة ايران الصعود عن طريق امتلاك السلاح النووي ،أيضا تقدم الواقعية البنيوية تفسيرات لأسباب اعتماد إيران في سياستها الخارجية على أدرع تمارس بها الحرب بالوكالة في اليمن ولبنان والعراق ،
وبناء على العناصر التي تقدمها الواقعية البنيوية من أن جميع الدول لديهم القدرة على الحاق الأدى بجيرانها، وأن الدول لايمكن ان تتيقن من نوايا الدول الأخرى ،وهذا ينطبق الى حد بعيد في تفسير السياسة الخارجية الإيرانية ،فإيران ظلت تنظر الى الدول الجارة عراق صدام حسين سابقا والتغيير الممكن نحو حكومة عراقية غير موالية لإيران والسعودية كأعداء ومن تمة تنظر الى أن التوازن العسكري كان يجب أن يتم مع عراق صدام حسين سابقا وأن التوازن السياسي والاقتصادي يجب أن يتم مع المملكة العربية السعودية إضافة الى عوامل خارجية اخرى تصنع هذا التوازن .
لذلك ،فهي خاضت حربا ضد العراق في مرحلة صدام حسين وانتهت الحرب ثم دخل العراق في صراع مع الولايات المتحدة الامريكية بعد غزو الكويت ولم تعترض إيران على الحرب ضد العراق ،رغم أنها كانت تفضل أن ينهار نظام صدام حسين من الداخل أو عن طريق ثورة إسلامية يقوم الإيرانيون بالإعداد لها منذ 1980 ،واستطاعو بعد سقوط نظام صدام حسين بناء دراع تابع لهم سواء في الحكومة العراقية أو مليشيات خارج الدولة ( الحشد الشعبي ).
ويفسر جانب ثان السياسة الخارجية الإيرانية بالعزلة الدولية والضغوط الإقتصادية التي زادت من خوف إيران ومن اعتقادها بأن الهدف الرئيسي وراء تصرفات الولايات المتحدة الامريكية هو الإطاحة بالجمهورية الاسلامية الايرانية ،لذلك ظل العداء للولايات المتحدة الأمريكية ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لإيران .
فالأمريكيون كانوا يدركون أنه لما تدخل جورج بوش الإبن في العراق سنة 2003 بمبرر منع صدام حسين من الحصول على أسلحة الدمار الشامل كان العضوان الأخران كوريا الشمالية وايران قريبان من امتلاك الأسلحة النووية .
وتشرح الواقعية الجديدة بشكل أكبر، سعي إيران إلى امتلاك السلاح النووي ،فالنظرية تنطلق من فكرة لماذا تريد إيران القوة ؟وماهو الحجم الذي يمكن أن تصل اليه الدول من حيث القوة؟ أو ماهو مقدار القوة الذي يعد كافيا ؟.
ويذهب التفسير داخل هذه النظرية الى أن الواقعية الجديدة أو البنيوية قد تكون هجومية بمعنى أن الدول تبحث دائما عن الفرص للحصول على قوة أكبر وعليها أن تقوم بذلك متى ظهر لها ذلك مجديا .
وهذا ينطبق على ايران في جزء من قوتها المتعلقة بدعم أدرعها في العراق ولبنان واليمن ،فالحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين كلهم زادت ايران من قوتهم واعتمدت لما وجدت الفرص ملائمة بفراغات موجودة في اليمن ولبنان وانتقالات سياسية في العراق ،أضف إلى ذلك أنها زادت من قوتها في الأزمة السورية عن طريق وجود الجنرال قاسم سليماني .
لكن هذا التفسير لايمكن تطبيقه فيما يتعلق ببحث إيران عن القوة عن طريق امتلاك السلاح النووي ،بل أن شق أخر من الواقعية الجديدة وهو الواقعية الدفاعية هو الذي يقدم التفسير لأن الواقعية الدفاعية تقوم على تفسير أن الدول تبحث عن القدر المناسب من القوة ،وأن اي دولة اذا أصبحت قوية بشكل زائد عن اللزوم ،فإنها تصبح تهدد توزانات قائمة وتصبح رغبتها في المزيد من القوة يعرضها للخطر .
لذلك يبدو أن هذه العناصر تساعد في تفسير السياسة الخارجية الإيرانية بخصوص الصراع حول الملف النووي الإيراني ،فإيران لديها طموحات نووية قديمة فهي حاولت في مرحلة الشاه الحصول على الطاقة النووية ،وكانت الدول الغربية شجعت الشاه في هذا الإتجاه لكنها عادت وفرضت عليه الإنضمام الى معاهدة حظر الإنتشار النووي في عام 1968،لذلك ظلت جهود الشاه للحصول على الطاقة النووية تحت السيطرة دون إيقافها بالكامل ،وفي سنة 1977 جرى تأسيس منظمة الطاقة الدرية الإيرانية (AEOI ) بميزانية سنوية ضخمة تزيد عن 1،3 مليار دولار .
لكن عندما اندلعت الثورة الإسلامية الخمينية أبدى الخميني معارضة تامة للتكنولوجيا النووية ،ومع نهاية الحرب على العراق بذلت الجمهورية الإيرانية موقفها من الطاقة النووية وقررت إحياء البرنامج النووي الإيراني ولم تتعاون معها الدول الغربية ،فلجأت الى روسيا وأبرمت صفقة بقيمة 800 مليون دولار لمفاعل بوشهر ،فالبرنامج النووي استانف العمل به بعد وفاة الخميني وفي عهد الرئيس رفسنجاني ،وأصر الإيرانيون في سنة 2003 على مدنية البرنامج النووي وخلال فترة رئاسة أحمدي نجاد بين عامي 2005 و2013 اتخدت القضية النووية وجهة صدامية مع فرض العديد من العقوبات على إيران .
لكن هل فعلا كانت إيران تريد حجم قوة نووية ؟ أم أنها كانت تعرف أن هذا سيقود الى حرب ضدها ؟ وقد ينهار نظامها بسبب الصراع على هذا الملف ،فخلال سنوات الصراع قبل توقيع الاتفاق النووي حاولت إيران أن تؤسس لشيء يسمى “السيادة النووية”.
وكانت إيران تدرك أيضا أن الوصول إلى السلاح النووي سوف ترفضه القوى الكبرى وسيعرضها للمخاطر ،لهذا لا أحد كان يعتقد أن إيران ستبدل سلوكها بمجرد إبداء رئيس أمريكي جديد أنداك الذي هو أوباما استعداده للحوار ،فالإيرانيون كانوا يبحثون عن تحفيزات أخرى ورفع العقوبات وليس الوصول لقوة امتلاك السلاح النووي ، فهم بذلك استعملوا هذا الملف في إطار نوع من الواقعية الدفاعية ،فكانوا أمام أمرين : إما أن ينتهي بهم الأمر إلى حال كوريا الشمالية أو حال كوريا الجنوبية ، وحتى الآن لاحظنا أن الإيرانيين يلوحون كل مرة بأنهم سيعلنون تراجعهم عن اتفاق 2015 بعد انسحاب إدارة ترامب من الإتفاق ،ورغم ذلك لم ينسحبوا لأنهم يعرفون أن الإنسحاب ومايتولوه من عقوبات كبيرة ومقاطعة المجتمع الدولي لهم سيقوى الإصلاحيين في إيران ويجلعم في موقع أفضل من حراس الثورة الاسلامية .
استنتاجات وخلاصات
يبدو من خلال هذا التحليل أن محاولة فهم الأسباب التي تحدد خيارات وتوجهات السياسة الخارجية الإيرانية الحالية، يوضح أن السلوك الإيراني الخارجي يتأثر بمجموعة متغيرات داخلية وخارجية تُضاف إليها عوامل سلوكية نفسية مرتبطة بالقادة الحاكمين لإيران،لأنه توجد في إيران الدولة التي تتعامل مع العالم بالقواعد والممارسات المتبعة في السياسة الخارجية ،ولكن توجد وراء إيران الدولة “إيران الثورة” التي توجه السلوك الخارجي للدولة ،وتفسر كل الصراعات التي تخوضها ايران منذ نجاح ثورة الخميني ،لذلك فالفكرة التي بنيت عليها هذه الورقة والتي تقول أن تداخل عوامل شكل النظام العقائدي الشيعي في إيران والموقع الجيواستراتيجي لدولة إيران على أبواب مضيق هرمز وفي تماس مع منطقة الخليج أكبر احتياطي للنفط في العالم ،وعلى مقربة من دولة إسلامية سنية، لايمكن ان ينتج سياسة خارجية مختلفة عن إيران الحالية ،وهي فكرة صحيحة تفسرها النظرية الواقعية مع الاعتماد على جزء من النظرية البنائية في جوانب الهوية والافعال والمعاناة الاجتماعية ، ويبدو أن إيران لن توقف عن السعي نحو امتلاك السلاح النووي ،لهذا بدأ هناك توجه في التحليل الإستراتيجي يقول علينا التفكير في الشرق الأوسط كيف سيكون لما تمتلك إيران السلاح النووي أكثر من تحليل وضعية إيران اليوم .
مراجع معتمدة :
Clinton, Hillary Rodham. Hard Choices: a Memoir. London: Simon & Schuster, 2015. (Arabic version)
Crist, David. The Twilight War: the Secret History of Americas Thirty-Year Conflict with Iran. New York: Penguin Books, 2016. (Arabic version)
Diplomatie. (Autumn 2017). L’Iran : menacé ou menaçante ?. 6. (Iran: threatened or threatening?)
Diplomatie. (March-April 2018). Opposition Iran Chiite/ Arabie Saoudite Sunnite…. Des discours a la réalité. 91. (Opposition Iran Shiite / Saudi Arabia Sunni…. Speeches to reality)
Diplomatie. (February-March 2018). Les Géants énergétiques du Golf : stratégies et perspectives. 43. (The Energy Giants of Golf: strategies and perspectives.).
Diplomatie. (February-March 2014). Les Relations entre L’Iraq at L’Iran. 19. ( Relations between Iraq and Iran)
Diplomatie. (April-May 2019). Washington peut-il désintéresser du Moyen-Orient. 50. (Washington can it lose interest in the Middle East)
Dunne, T., Kurki, M., & Smith, S. (2016). International relations theories: discipline and diversity. Oxford, United Kingdom: Oxford University Press. (Arabic version)
G Griffiths, Martin. International Relations Theory for the Twenty-First Century: an Introduction. London: Routledge, 2008.
“IAEA Reports Renew Questions About Iran’s Nuclear Ambitions.” IAEA Reports Renew Questions About Iran’s Nuclear Ambitions – The Washington Institute for Near East Policy. Accessed May 4, 2020. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/iaea-reports-renew-questions-about-irans-nuclear-ambitions.
Mansbach, Richard W., and Kirsten L. Rafferty. Introduction to Global Politics: a Journey from Yesterday to Tomorrow. London: Routledge, 2008.
Moyen-Orient. (January-March 2020). “Guerre” Nucléaire au Moyen-Orient. 45. (Nuclear “War” in the Middle East)
“Khamenei’s Nowruz Speech in a Time of Coronavirus.” Khamenei’s Nowruz Speech in a Time of Coronavirus – The Washington Institute for Near East Policy. Accessed May 4, 2020. https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/view/khameneis-nowruz-speech-in-a-time-of-coronavirus.
Kissinger, H. (2015). World order. Penguin Random House Usa Ex. (Arabic version)
Pouvoir. (April-Mai- June 2018). Menaces Chiites sur l’Afrique. 14. (Shiite threats to Africa)
الدكتورة عائشة ال سعد. (2018). محددات السياسة الخارجية الايرانية وابعادها تجاه دول الخليج في سياق مناقشات النووي الايراني. صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. (الطبعة الاولي(
(The determinants and dimensions of Iranian foreign policy towards the Gulf states in the context of Iranian nuclear discussions)
ناجي محمد عباس. (2018). لماذا تعد إيران معضلة اقليمية -مقال منشور في السياسة الدولية
(Why is Iran a regional dilemma?)
محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الايراني ،تصريح لقناة الجزيرة ، برنامج بلا حدود )الأربعاء 29 ابريل 2020) , .(Al Jazeera, 29th April 2020 )
*باحث في العلاقات الدولية – متعاون مع بناصا
تعليقات الزوار ( 0 )