كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة “New York Times”، بالتعاون مع “Siena College poll”، عن نتائج صادمة وغير مسبوقة بخصوص موقف الناخبين من دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، المطلق، لإسرائيل.
وقالت الجريدة الأمريكية، إن أغلب الناخبين الأمريكيين، لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الصراع الدموي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. مضيفةً أن الأمريكيين الأصغر سنّاً، كانوا الأكثر انتقاداً لسلوك إسرائيل، ورد فعل الإدارة الأمريكية على الحرب في غزة.
وتابع المصدر، أن الناخبين، يرسلون إشارات متضاربة حول الاتجاه الذي يجب أن تسلكه عملية صنع القرار الأمريكية مع دخول الحرب في غزة شهرها الثالث، حيث لا يزال الإسرائيليون يعانون من تداعيات هجوم 7 أكتوبر، مقابل مقتل آلاف الفلسطينيين في غزة مع استمرار القتال.
واعتبرت “نيويورك تايمز”، أن نتائج الاستطلاع، لا تحمل رسائل فقط لبايدن، مع دخوله عام الانتخابات الرئاسية، ولكن أيضا إلى العلاقات طويلة الأمد بين الدولة اليهودية وأقوى متبرع لها، الولايات المتحدة. مبرزةً أن وجهات النظر المنقسمة حول الصراع، بين الناخبين الديمقراطيين، تظهر صعوبة تماسك الائتلاف الذي بناه بايدن في 2020.
وأفادت الجريدة، أن الناخبين المسجلين، يقولون إنهم يفضلون الرئيس السابق دونالد ترامب، على الحالي جو بايدن، وهو ما سيعربون عنه في الانتخابات السنة المقبلة، وذلك بـ 46 في المائة مقابل 44. في حين انخفض معدل الموافقة على أداء الرئيس الحالي بنقطتين عن شهر يوليوز، ليستقر عند 37 في المائة.
ونبهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن حوالي ثلاثة أرباع الناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع الصراع في غزة. ويقول، وفق المصدر نفسه، 49 في المائة من الناخبين المسجلين، إنهم سيصوتون لترامب، بعد أن دعموا بايدن في انتخابات 2019.
ونقلت الجريدة نفسها، عن كولين لونر، وهو مهندس برمجيات يبلغ من العمر 27 سنة، يقطن بسان فرانسيسكو، قوله: “لا أريد التصويت لشخص لا يتماشى مع قيمي الشخصية، كما أظهر بايدن أنه ليس كذلك عندما يتعلق الأمر بغزة”، متسائلاً: “هل أصوت لبايدن أم لا؟ هذا صعب، لأني إن لم أصوت له، سأفتح المجال لفوز ترامب، وهو ما لا أريده”.
وأوضحت “نيويورك تايمز”، أن الناخبين مترددون بشأن ما يجب أن يأتي لاحقا، بين وقف إطلاق النار في غزة، أو استمرار الحملة ضد “حماس”، التي أدى هجومها في السابع من أكتوبر إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي. مشيرةً إلى أن الغالبية غير المطلقة (44 في المائة)، قالت إنه يتعين على إسرائيل وقف حملتها العسكرية، مقابل قول 39 في المائة، إن على تل أبيب مواصلة عمليتها حتى وإن كان ذلك سيتسبب في ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة.
وفي هذا السياق، أوردت الجريدة تصريحا لمواطن أمريكي ليبرالي يدعى ويليام هنتنغ (24 سنة)، يعمل في المبيعات ويعيش في آشفيل بولاية كارولاينا الشمالية، ويفضل ترامب، حيث قال إن وقف إطلاق النار في غزة، “يعني أن إسرائيل ستحقق السلام مع حماس، وأنا شخصيا لا أعتقد أن إسرائيل يجب أن تسعى لتحقيق السلام مع هذه الحركة”
وذكرت الجريدة، أن معظم الناخبين الشباب، يرون أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا، وقليل منهم قال إن الدولة اليهودية ليست جادة في مسعى تحقيق السلام مع الفلسطينيين، فيما أوضح ما يقرب من ثلاثة أرباعهم، أن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وقالت “نيويورك تايمز”، إن غالبية هؤلاء الشباب يعارضون تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية إضافية إلى إسرائيل.
مقابل ذلك، تقول الجريدة إن جمهور الناخبين بوجه عام، يتبنون وجهة نظر أكثر تأييدا لإسرائيل، مما يشير إلى أن “مشاكل صورة إسرائيل” في أعين الناخبين الأمريكيين، باتت أكثر حدة في “الأفق السياسي”؛ على المدى المتوسط والبعيد، مما عليها في الوقت الحاضر.
وأوردت الصحيفة أن 48 في المائة من عامة الناخبين المشاركين في الاستطلاع، قال إنهم يعتقدون أن إسرائيل لا تتخذ الاحتياطات الكافية لتجنب سقوط ضحايا مدنيين في غزة. وأضافت أن المشاركين الذين عرّفوا أنفسهم بأنهم مستخدمون منتظمون لمنصة “تيك توك”، كانوا الأكثر انتقادا لتل أبيب.
تعليقات الزوار ( 0 )