Share
  • Link copied

كيف نسجت الجزائر وإيران تحالفًا سريًا لدعم الإرهاب وزعزعة استقرار الساحل وشمال إفريقيا بحرب غير معلنة وبأدوات غير نظامية؟

في تطور خطير وغير مسبوق، كشفت تحقيقات استقصائية نشرتها صحيفة “ساحل إنتليجنس”، المختصة في الشؤون الأمنية الإفريقية، عن وجود اتفاق سري بين الجزائر وإيران، يهدف إلى إطلاق موجة جديدة من عدم الاستقرار في منطقة الساحل وشمال إفريقيا، من خلال دعم مجموعات إرهابية وشن حرب غير مباشرة على النفوذ الغربي في المنطقة.

تحالف “الظلال”: حينما تتقاطع المصالح في الخفاء

ويسلط التحقيق الذي استند إلى شهادات مسؤولين أمميين، وتقارير استخباراتية، وصور أقمار صناعية، الضوء على “تغيير جذري في العقيدة العسكرية الجزائرية”، بحسب ما يؤكده أحد ضباط الاتصال في الأمم المتحدة، الذي تحدث تحت شرط عدم الكشف عن هويته.

ويضيف: “لم تعد الجزائر مجرد قوة دفاعية، بل باتت تفكر في سياق الحرب غير المتناظرة، من خلال وكلاء غير مباشرين”.

من الدعم اللوجستي إلى الرعاية الميدانية

ووفقًا للمصادر نفسها، فإن الاتفاق بين طهران والجزائر يتيح للإيرانيين تعزيز حضورهم في قلب الساحل الإفريقي، عبر قنوات تعاون عسكري واستخباراتي، تشمل تسليم طائرات مسيّرة وأسلحة متطورة لجماعات متطرفة تنشط شمال مالي، مثل “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (GSIM) وبعض الفصائل الأزوادية.

وتظهر الصور الفضائية التي اطلع عليها الخبراء وجود مقاتلين على بعد أقل من 20 كيلومترًا من الحدود الجزائرية، دون أي تدخل من الجيش الجزائري، ما يعزز فرضية التنسيق المسبق. هذا الصمت، بحسب المحللين، ليس وليد الصدفة، بل يعكس ترتيبات عسكرية تحت الطاولة، تقودها شخصيات نافذة مثل رئيس الأركان الجزائري الجنرال سعيد شنقريحة، بالتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني (الباسدران).

قواعد لوجستية في الجنوب… تحت أنظار طهران

ومنذ عام 2021، توثقت علاقات التعاون بين الأجهزة الجزائرية والباسدران، الذين رُصد وجودهم في قواعد جنوبية استراتيجية مثل تمنراست وبرج باجي مختار، وهي مناطق قريبة جغرافيًا من محاور التوتر في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.

وبحسب الخبير في الجيوسياسية الإفريقية “د.س”، فإن “التحول لا يقتصر على الجانب اللوجستي، بل يمتد إلى رؤية عقائدية جديدة تتبناها الجزائر: الحضور عبر الوكلاء، وليس الجيوش”.

أهداف مزدوجة: تقليص النفوذ الغربي وتعزيز الهيمنة الإقليمية

ويحمل التحالف بين الجزائر وإيران في طيّاته أهدافًا تتجاوز مجرد دعم جماعات مسلحة. فبحسب التقرير، تسعى طهران إلى توسيع نفوذها الإيديولوجي في إفريقيا، بينما تطمح الجزائر إلى تثبيت مكانتها كقوة إقليمية من خلال إضعاف خصومها، خصوصًا فرنسا والمغرب.

مخاطر تهدد الأمن الإقليمي

ويضع هذا المخطط مستقبل منطقة الساحل في مهب الريح. فوجود ميليشيات مسلحة مدعومة من قوى إقليمية يهدد استقرار دول هشة أصلًا، ويمنح الجماعات الإرهابية هامشًا أوسع للتحرك والتوسع.

Share
  • Link copied
المقال التالي