شارك المقال
  • تم النسخ

“كورونا” يفاقمُ وضع “المرضى النفسيين” بالمغرب ويهدّد بأزمة صحيّةٍ بعد الجائحة

منذ تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، بداية شهر مارس الماضي، ركزت الحكومة كامل جهودها للتصدي للجائحة ومواجهة تفشيها السريع، ما أسفر، عن تهميش العديد من القطاعات والمجالات، من بينها، دور المسنين التي وجدت نفسها في الحجر، تفاديا لنقل العدوى إليها وتكرار “مأساة بريطانيا”.

وبالإضافة إلى دور المسنين، تسببت جائحة كورونا، في زيادة التهميش الذي تعانيه المصحات النفسية والعقلية بالمغرب ونزلاءها وأيضا المرضى الذين يتاب بعد انصبت كل جهود وزارة الصحة التي يقودها خالد أيت الطالب، على مواجهة كوفيد19، تاركةً الفئات الأخرى تعاني من التهميش.

وحتى قبل الجائحة، عانى المرضى النفسيون والعقليون في المغرب، والبنى التحتية التي من شأنها التخفيف عنهم، أو علاجهم، من التهميش، وتقبع في العديد من المشاكل، في ظل غياب الأدوية والمعدات، بالإضافة إلى الشبهات التي يتداولها المواطنون حولها إلى جانب أن عددها على التراب الوطني، قليل جدا، بالمقارنة مع أعداد المرضى.

ورغم تفشي الوباء، واصلت الأسر ومعها أبناؤها المرضى التوافد على المصحات النفسية والعقلية المتواجدة بالمغرب، من أجل رؤية الطبيب، لتخفيف جزء من المعاناة اليومية التي يقبعون فيها، في ظرف غير معتاد، ومغاير تماما للسابق، تغير معه وقت الزيارة وتعامل الأطر الطبية والتمريضية، رغم قلتها، الحذر، مخافة انتقال عدوى كورونا، إلى جانب صعوبة الوصول إلى المراكز، بسبب القيود التي فرضت على النقل.

وزاد تشديد القيود على تنقلات المواطنين، من معاناة المرضى النفسيين خلال الجائحة، خلال فترة الحجر الصحي، حيث بات من الصعب على غالبيتهم، الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية المخصصة للأمراض النفسية، خاصة في ظل قلة هذه المرافق في المملكة، والتي لا يتجاوز عدد أكبرها أصابع اليدين.

الأطباء والطاقم الإداري، المتواجد بالمصحات النفسية والعقلية بالعديد من المدن، منها وجدة والدار البيضاء وتطوان على سبيل المثال، لا ينكرون وجود العديد من المشاكل، وسبق لعدد منهم أن صرح بغياب الأدوية، إلى جانب صعوبة استيعاب الكم المتزايد للمرضى، في ظل توافد العديد من أصحاب الأمراض النفسية الصعبة، والتي يستغرق علاجها وقت طويلا قد يصل لمدى الحياة، على رأسها انفصام الشخصية.

ويهدد هذا التهميش الذي تعاني منه المصحات النفسية والعقلية في المغرب، بتأزيم الوضع الصحي في مرحلة ما بعد كورونا، بعد التحذيرات العالمية بشأن ارتفاع معدل المرضى النفسيين بشكل كبير بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19، حيث سبق للعديد من الأطباء النفسيين، التحذير مما أسموه “تسونامي”، الأمراض العقلية بعد الفيروس.

وكانت الطبيبة ويندي بيرن، رئيسة الكلية الملكية للأطباء النفسيين في بريطانيا، قد قالت إن هناك، بالفعل، مؤشرات على بروز التأثير “المدمر”، لكوفيد19، على الصحة العقلية، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون على المستوى النفسي”، مشيرةً إلى أن القلق الكبير، هو على الناس الذين احتاجوا للمساعدة الطبية خلال الجائحة ولم يجدوها.

تصريحات ويندي، ومعها العديد من الخبراء والأخصائيين النفسيين، جعل “فيسبوكيين” مغاربة، ينبهون إلى ضرورة الالتفات إلى الوضع الصحي النفسي، من أجل تفادي انفجار هذا النوع من الأمراض في المرحلة المقبلة، مطالبين وزارة الصحة بالالتفات إلى وضع المصحات والمستشفيات النفسية والعقلية بالمملكة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي