Share
  • Link copied

كلب مسعور يثير القلق في مليلية بعد تسلّله من المغرب: تحذيرات صحية وتشديد المراقبة على الحدود

أثارت حادثة تسلل كلب مسعور من المغرب إلى مدينة مليلية المحتلة، مطلع أبريل الجاري، حالة استنفار قصوى في صفوف السلطات الصحية الإسبانية، التي أعلنت رسميًا، الثلاثاء 8 أبريل، تسجيل أول إصابة بداء السعار في المدينة خلال عام 2025.

والكلب، الذي دخل عبر معبر بني أنصار الحدودي، نُقل لاحقًا إلى مركز إيواء الحيوانات بعد سلوكه العدواني، وتوفي بعد يومين، فيما أكدت التحاليل المخبرية في مدريد إصابته المؤكدة بالداء.

ووفق ما نقلته وكالة “أوروبا بريس”، فإن الكلب — وهو من فصيلة الراعي البلجيكي “مالينوا” وذو حجم كبير ولون بني — تم رصده في الساعات الأولى من فجر 3 أبريل الجاري وهو يركض داخل مليلية بعد عبوره الحدودي من التراب المغربي، حيث حاول مهاجمة كلب آخر كان يتجول مع صاحبه بالقرب من كورنيش المدينة، قبل أن يفر نحو منطقة “ديكي سور”، حيث تم القبض عليه من قبل فريق مختص في جمع الحيوانات الضالة.

وقد بدأت أعراض داء السعار في الظهور سريعًا على الحيوان، ما دفع السلطات إلى إرساله للمعاينة المخبرية في معهد كارلوس الثالث بالعاصمة الإسبانية، حيث تم التأكد من إصابته، مما أثار قلقًا واسعًا لدى السكان المحليين والجهات الصحية.

وفي هذا السياق، ناشدت مصلحة الصحة العمومية في مليلية كافة الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا قد لامسوا الكلب أو تعرّضوا لعضاته أو للعابه، إلى التوجّه فورًا إلى مقر المديرية العامة للصحة العمومية بشارع ألفونسو الثالث أو الاتصال بالرقم المخصص (952976251) لتقييم حالتهم وبدء العلاج الوقائي إذا استدعى الأمر، خاصة وأن داء السعار يُعد من أخطر الأمراض الفيروسية التي تؤدي إلى الوفاة في حال لم يُعالج فورًا.

ولم تكتف السلطات بتحذير الأشخاص فقط، بل وجّهت أيضًا نداءً عاجلًا للتبليغ عن أي حيوانات مشبوهة أو ضالة في الشوارع، مشددة على ضرورة الامتناع عن لمسها أو إطعامها، وتفادي الاحتكاك بها، لما قد تحمله من تهديدات صحية حقيقية.

كما ذكّرت بإجبارية التلقيح السنوي ضد السعار لكل من الكلاب والقطط والقوارض منذ بلوغها سن الثلاثة أشهر، مشيرة إلى أن التلقيح في مليلية مجاني وضروري.

وفتحت الحادثة مجددًا النقاش حول مراقبة الحدود بين مليلية والمغرب، لا سيما في ما يتعلق بالحيوانات، وسط تساؤلات حول مدى نجاعة المراقبة البيطرية والوقائية في المنطقة، خصوصًا مع تسجيل حالات سابقة للداء في مناطق مغربية مجاورة.

ورغم أن السلطات الإسبانية لم توجّه اتهامات مباشرة، إلا أن التركيز على مصدر دخول الكلب من التراب المغربي يُشير إلى قلق متزايد من إمكانية انتقال أمراض عبر الحيوانات في ظل الانفتاح الحدودي بين الضفتين.

وتُعيد هذه الواقعة إلى الواجهة أهمية التعاون البيطري والصحي بين المغرب وإسبانيا لمواجهة الأمراض العابرة للحدود، خاصة تلك التي تشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، وعلى رأسها داء السعار القاتل.

Share
  • Link copied
المقال التالي