شارك المقال
  • تم النسخ

كاتب إسباني.. يخلق حربا جيوستراتيجية بين المغرب وإسبانيا في روايته “فينتو تينغيتادو”

نقل المحامي والروائي الإسباني، روفينو سانز، أحداث الصراع المغربي الإسباني الدائر حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، بين دفتي رواية تحت عنوان “فينتو تينغيتادو”، تناول من خلالها سيناريوهات الوضع الإسباني إذا ما دخلت المملكة القشتالية في حرب مع المملكة المغربية. 

واستهل الروائي الإسباني، روفينو سانز مؤلفه، بطرح سؤال قائلا: “ماذا ستفعل يا وطني العزيز إذا اندلعت الحرب مع المغرب؟”، وذلك من خلال سرد أحداث خيالية تدور رحاها في أراضي مدينة سبتة المحتلة، أو احتمالية حدوث نزاع مسلح في منطقة جبل طارق.

وفي هذا الصدد، يقول الكاتب الإسباني “إن ما يدور من أحداث في الرواية هو نوع من الخيال،  لكنني مقتنع بأن بعض المخاطر والتهديدات التي تم الإعلان عنها في الرواية قد تكون حقيقية”.

وتدور أحداث رواية المحامي روفينو سانز، حسب ما ذكرته المجلة الإسبانية “elpueblodeceuta”، في مدينة سبتة المحتلة، وتضع “إسبانيا أمام المرآة'” في صراع مسلح مع المغرب في منطقة مضيق جبل طارق، وفق تعبير المجلة.

والروائي سانز، هو محامٍ من قرية روبلوينغو الواقعة في شمال مقاطعة غوادالاخارا، وقد أدى الخدمة العسكرية الإجبارية في سبتة عام 1982. وكان تعيينه في المدينة المحتلة بالنسبة له، كما هو الحال بالنسبة للعديد من شبه الجزيرة الأخرى، أقل مأساوية من المتوقع. 

“كانت الخدمة العسكرية بالنسبة لي عقبة أمام القضاء، إذا كنت أرغب في الحصول على وظيفة أقل قسوة إلى حد ما من تلك التي تم استخدامها لمدة أربعة أشهر في السنة لتمويل حياتي المهنية”، يوضح الكاتب الإسباني.

ومع ذلك ، فقد نجح في اجتياز السنة الثالثة من القانون التي كان يدرسها في مدريد من خلال الذهاب بمفرده لإجراء الاختبارات النهائية، لتحتل بذلك سبتة “مكانة بارزة” في قلبه.

يقول سانز، ” قابلت هناك أشخاصا ربما كانت لهجتهم مختلفة عن لكنتي، لكنهم كانوا يشبهونني، كما اكتشفت أنهم  إسبان مثلي، وأنني رجل قشتالي، لكنهم كانوا يدافعون بعناد عن إسبانيتهم ​​لأنهم، ربما، لم يكونوا يعتبرون أنفسهم مدعومين من طرف الحكومة بما فيه الكفاية”.

وأثار تاريخ مدينتي سبتة ومليلية اهتمام الروائي الإسباني، الذي يتابع الآن بحماس كبير جل الأخبار التي تنشر حول كل ما يتعلق بالأمن في منطقة مضيق جبل طارق.

وشدد الكاتب الإسباني أن رواية “فينتو تينغيتادو”، استغرقت منه زمنا طويلا لكتابتها، بحيث عاش في مدينة سبتة حوالي ثلاثة عشر شهرا.

وقدم المؤلف عمله في مسابقة مدينة سبتة الأدبية الأولى، ورغم أنه لم يفز، إلا أنه أثار اهتمام مدير دار النشر المنظمة للمسابقة.

وأشارت المجلة، أن السبب الحقيقي الذي دفع سانز لكتابة هذه الرواية، التي تطرح الصراع الجيوستراتيجي، هو القصص الإنسانية، واقتناعه التام بأن الإسبان في شبه الجزيرة، يجب أن يعرفوا بشكل أفضل وضع مدينتي سبتة ومليلية.

وأضاف المصدر ذاته، أن الإسبان يجب أن ينظروا إلى مواطنيهم على قدم من المساواة، ويجب أن يكونوا مستعدين لإظهار التضامن معهم في جميع الأوقات وفي جميع الظروف، وحتى في أسوأ الحالات.

وإذا حدث ذلك، تردف المجلة نقلا عن الكاتب، فإن سبتة ستصبح مثل سيغوفيا وغرناطة وطليطلة، وبالتالي سوف يدافعون عنها حقًا.

من جانب آخر، قد لا يفعلون ذلك إذا ساورهم أي شك حول مصيرهم إذا ادعت المملكة المغربية ذلك بالطريقة الصعبة.

وأشارت المجلة، أن العام الذي وصل فيه الروائي إلى سبتة، كان نفس السنة الذي انضمت فيها إسبانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وأبرز الكاتب الإسباني، أن العالم الآن تغير كثيرا، رغم أن معاهدة واشنطن لم تغير أي شيء في هذا الصدد، موضحا أن مدينتي سبتة ومليلية الآن عاجزان أكثر من أي وقت مضى”.

ولهذا السبب، يقول إنه “يتعين على إسبانيا أن تطأ قدماها الجدار، بل يجب عليها في مرحلة ما أن تُبْرئ الشك في ما إذا كان حلفاءها الأنغلوساكسونيون موثوقين، وما إذا كانت اللحظة الحرجة ستكون وحدها أم لا”.

وأشارت المجلة، نقلا عن الكاتب، إلى أنه “لكي نطلب من الآخرين الاحترام، نحتاج إلى احترام بعضنا البعض أولا، وأن نجعل من أنفسنا محترمين، ولا يمكننا أن نتراجع خطوة إلى الوراء، لا في جزر الكناري أو في سبتة ومليلية. وإذا ما فعلنا ذلك، سوف تضيع”.

وأضاف المصدر ذاته، أن السبب في عرض الرواية الصادرة في يوليوز الماضي، بطريقة “صارخة ومقلقة ومتعمدة”، ربما هو إشارة وتحذير شديد لإسبانيا من المخاطر المحدقة بها.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي