شرع المغرب في استيراد أول شحنة من قهوة السلفادور، في خطوة تجارية جديدة تعزز تنويع الشراكات الفلاحية للمملكة، وتفتح الباب أمام منتج معروف بجودته العالية ونكهته الفريدة. وتبلغ قيمة الصفقة حوالي نصف مليون دولار، بعد تصدير ما يفوق 1000 قنطار من البن، بسعر 350 دولاراً للقنطار الواحد.
الخطوة تمثل أول دخول للقهوة السلفادورية إلى السوق المغربي، وجاءت ثمرة اتفاق طويل الأمد، وفق ما كشف عنه رئيس المعهد السلفادوري للقهوة، ماوريسيو سانسيفيريني، الذي أكد أن المغرب بات الآن زبوناً دائماً يسعى إلى مستوى معين من الحصرية في التعامل.
المغرب… بوابة جديدة للقهوة السلفادورية في إفريقيا
يشكّل دخول القهوة السلفادورية إلى المغرب نقلة نوعية في استراتيجية السلفادور نحو التوسع في أسواق جديدة، خصوصاً في منطقة شمال إفريقيا والعالم العربي، التي باتت تُبدي اهتماماً متزايداً بالقهوة الفاخرة ذات الجودة العالية. ومن المرتقب أن يعرف التبادل التجاري بين الطرفين تطوراً ملحوظاً، بعدما عبّر المستورد المغربي عن رغبته في الحصول على ما بين 20 و30 حاوية خلال موسمي 2025-2026.
وتعليقاً على هذا التطور، أكد نيري سانشيز، رئيس تعاونية “سان كارلوس دوس” السلفادورية المصدّرة، أن الصفقة مع المغرب جاءت ثمرة تنسيق مباشر مع المعهد السلفادوري للقهوة، وهي تعبّر عن التقدير المتنامي للمنتج السلفادوري في الأسواق الجديدة، خصوصاً من حيث “القيمة الحسية والذوقية” التي تميّزه.
المغرب يعزّز تنوع مصادره من القهوة
يأتي هذا التوجّه المغربي نحو البن السلفادوري في إطار سعي المملكة إلى تنويع شركائها التجاريين في مجال المواد الفلاحية، والرفع من جودة المنتجات المعروضة في السوق المحلية. إذ يُعرف البن السلفادوري بمصدره الجبلي، وإنتاجه المحدود، ومواصفاته التي تجعله مرغوباً في كبرى المقاهي والمطاعم الراقية حول العالم.
كما يعكس هذا الانفتاح التجاري المغربي اهتماماً متزايداً بجلب منتجات زراعية من دول غير تقليدية، مثل السلفادور، خاصة في ظل النمو الذي يعرفه قطاع المقاهي الفاخرة والاستهلاك المحلي للبن عالي الجودة.
شراكة قد تمتد إلى ما هو أبعد من البن
تأمل السلفادور من خلال هذه الصفقة في تعزيز موطئ قدمها في الأسواق الإفريقية، انطلاقاً من المغرب، الذي يُعدّ من الاقتصادات الصاعدة في القارة. كما يرى مراقبون أن هذا التقارب قد يفتح آفاقاً لتعاون أشمل في مجالات أخرى مرتبطة بالصناعات الغذائية والفلاحية، خاصة أن التجربة أثبتت نجاح الربط المباشر بين المنتجين السلفادوريين والمشترين المغاربة دون وسطاء.
وفي الوقت الذي تواصل فيه دول عربية أخرى مثل السعودية والإمارات وتركيا إبداء اهتمامها باستيراد القهوة السلفادورية، يبرز المغرب كأول بلد إفريقي يدخل في علاقة تجارية فعلية مع هذا المنتج، ما قد يمهّد لنقلة نوعية في خريطة استيراد البن داخل القارة السمراء.
تعليقات الزوار ( 0 )