في تحول اقتصادي لافت يعكس دينامية الفلاحة المغربية وتطور العلاقات التجارية مع أوروبا، سجّلت صادرات المغرب من الفلفل إلى إسبانيا قفزة نوعية خلال العقد الأخير، حيث تضاعفت ثلاث مرات مقارنة بعام 2015.
ووفقاً لبيانات نشرها موقع Hortoinfo اعتماداً على أرقام ICEX Estacom، فقد استوردت إسبانيا خلال عام 2024 ما مجموعه 101 مليون كيلوغرام من الفلفل المغربي، ما يعادل ارتفاعاً بنسبة 199.9% عن حجم الواردات في عام 2015، الذي لم يتجاوز آنذاك 33.71 مليون كيلوغرام.
المغرب يهيمن على سوق الفلفل في إسبانيا
وتمثل واردات الفلفل من المغرب 92.36% من إجمالي واردات إسبانيا من هذه المادة الغذائية، والتي بلغ مجموعها في 2024 حوالي 109.47 مليون كيلوغرام.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن قيمة الواردات المغربية إلى إسبانيا تقدَّر بنحو 121.46 مليون يورو، بمعدل سعر بلغ 1.20 يورو للكيلوغرام الواحد.
في المقابل… الصادرات الإسبانية تنمو ببطء
وفي الوقت الذي يحقق فيه المغرب قفزات سريعة في هذا القطاع، تواصل إسبانيا هي الأخرى تصدير الفلفل إلى الخارج، ولكن بوتيرة نمو أبطأ.
وبلغت صادرات الفلفل الإسباني في 2024 حوالي 844.62 مليون كيلوغرام، أي بزيادة 20.87% فقط مقارنة بـ2015. وقد أدرت هذه الصادرات 1.665 مليار يورو على خزينة البلاد، أي تقريباً ضعف ما تم تحقيقه قبل عقد، حيث لم تتجاوز العائدات حينها 870.64 مليون يورو. أما معدل السعر التصديري فارتفع من 1.25 يورو إلى 1.97 يورو للكيلوغرام.
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا… أبرز زبائن الفلفل الإسباني
وتظل ألمانيا الشريك التجاري الأبرز لإسبانيا في سوق الفلفل، حيث استوردت في 2024 حوالي 295.02 مليون كيلوغرام، أي 34.93% من مجمل الصادرات الإسبانية، وبقيمة وصلت إلى 596.7 مليون يورو.
وجاءت فرنسا في المرتبة الثانية باستيراد 111.78 مليون كيلوغرام بقيمة 206.33 مليون يورو، بينما احتلت المملكة المتحدة المرتبة الثالثة بـ 110.21 مليون كيلوغرام وبقيمة 224.91 مليون يورو.
منافسون آخرون للمغرب في السوق الإسبانية
ورغم الهيمنة المغربية، إلا أن دولاً أخرى تحاول تعزيز حصتها في السوق الإسبانية. فقد استوردت إسبانيا في 2024 ما يقارب 2.84 مليون كيلوغرام من الفلفل من البرتغال، بنسبة نمو مذهلة بلغت 492.7%، في حين صدّرت فرنسا نحو 2.08 مليون كيلوغرام إلى إسبانيا، بزيادة بلغت 32.2% مقارنة بـ2015.
وتؤكد هذه الأرقام أن المغرب بات فاعلاً أساسياً في سوق المنتجات الفلاحية الأوروبية، بفضل موقعه الجغرافي، وجودة منتجاته، وتطوّر بنيته التحتية الزراعية واللوجستية.
ويبدو أن التنافس مستقبلاً لن يكون فقط في الكمية والسعر، بل في القدرة على الحفاظ على الاستدامة والجودة والتأقلم مع معايير السوق الأوروبية الصارمة.
تعليقات الزوار ( 0 )