كل شيء ما يسير على نحو طبيعي، إلى حدود بدية شهر مارس الماضي، حين سجلت أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في المغرب، والتي أتبعها، وبالضبط بعد حوالي 15 يوما، إعلان حالة الطوارئ الصحية بالبلاد، وفرض حجر صحي على كامل التراب الوطني، ومنع الخروج من البيت إلا برخصة وللضرورة القصوى، مع توقيف عدد كبير من الأنشطة المهنية والاجتماعية والثقافية.
هجرة مؤجلة لوقت لاحق
“دخول فيروس كورونا إلى المغرب، غير كل شيء، وفي وقت وجيز للغاية”، هكذا قال حسن (27 سنة)، الذي كان قد حجز تذكرة طائرة بعد حصوله على تأشيرة الدخول إليها، عقب 4 محاولات فاشلة في السابق، غير أن إغلاق الحدود الجوية والبرية والبحرية للمملكة، غير كل شيء، فقد ألغت الطائرة التي كان سيسافر على متنها، الرحلة، قبل يوم من موعدها، معتذرة للزبناء.
وأضاف حسن في حديثه لـ”بناصا”:”كانت صدمة حقيقية بالنسبة لي، حين سمعت قرار إغلاق الحدود، تواصلت مع صديق لي على فيسبوك، لأستفسر عن الأمر، حيث أكد لي بأنه في الغالب ستلغى الرحلات وستعمل الشركة على إخبار من حجز التذاكر، وهو ما تم بالفعل، فبعد حوالي ساعتين، وقبل 24 ساعة من موعد الرحلة، توصلت برسالة على هاتفي، تفيد بإلغاء الرحلة”.
وتابع:”لقد كانت تلك الرسالة القصيرة التي تلقتيتها على هاتفي، الأسوء منذ زمن بعيد، لأنها أنهت حلما استمر لسنوات، وحاولت تحقيقه في أربع مناسبات قبل الحالية، غير أني فشلت، وحين تحقق، وحصلت على التأشيرة، وحجزت تذكرة الرحلة، أغلي السفر، وأغلقت الحدود.. إنها كارثة بالنسبة لي، وتأجيل لحلم الهجرة لأجل غير مسمى”.
زفاف.. مع كورونا لا أفراح
نوفل (28 سنة)، شاب كان يخطط لإقامة حفل زفافه بحبيبته سعاد (24 سنة)، شهر ماي الماضيي، لكن كورونا أجبرهم على التأجيل، ولحدود اليوم، “ما تزال تلك الأماني مؤجلة، ولا أعلم متى يمكننا إقامة عرسنا، لأني حقا، لا أرغب في أن أجتمع برفيقة دربي في صمت، وأحلم بحف يليق بهذا المقام، ولكن في أي وقت؟ هذا ما يحدده الفيروس التاجي”، على حد قوله.
وأضاف المتحدث نفسه:”هناك العديد من الأشخاص الذين اختاروا عدم إقامة أي حفل، للضرورة القصوى، كما أن البعض الآخر فضل الاحتفال عن بعد، عبر التطبيقات الإلكترونية التي تتيح ذلك، ولكني ومثل الكثير، رأيت أن نؤجل الأمر، فربما يكون في ذلك خير، وننتظر انتهاء الأزمة، والسماح بإقامة الأعراس”.
البطالة المصير المقبل
أجبرت الجائحة، الحكومة المغربية على تأجيل مجموعة من مباريات التوظيف وتعليق أخرى، إلى جانب إلغاء كافة المناصب المالية العمومية في السنة المقبلة، باستثناء المتعلق بالقطاعات المهمة، وهي ثلاثة، التعليم والصحة والأمن، ما يعني أن الآلاف من الشباب المغربي، سيستمر في عطالته عن العمل لفترة إضافية.
خبر إلغاء المباريات نزل وقعه كالصدمة على الكثير من المواطنين، من بينهم محمد (26 سنة)، حاصل على شهادات عليا، كان يمني النفس بالنجاح في إحدى المباريات التي ستفتح، غير أن كورونا ألغاها جميعها، “بل وأجبرت تداعياته الحكومة على إنهاء أحلامي، على الأقل في السنة المقبلة، لأستمر في انتظار شيء قد لا يأتي”، على حد تعبيره.
لا مشاريع خاصة في ظل الجائحة
عبد الحميد (36 سنة)، حصل على دبلوم للحلاقة قبل سنة، وكان يعتزم افتتاح محله الخاص، بعد أن أنهى كافة ترتيباته، بدءاً من شهر مارس الماضي، غير أن قرار الحكومة بفرض حالة الطوارئ، وإغلاق مجموعة من الأنشطة المهنية، من بينها صالونات الحلاقة، أجبره على إرجاء الأمر لوقت لاحق”.
وأوضح المتكلم نفسه:”خلال فترة الحجر الصحي، لم أتوصل بدعم جائحة كورونا، رغم أني أكتري وحدي، وكنت أعمل في أي شيء قبل تخطيطي لافتتاح المحل.. ظللت أقتات على المال الذي كنت قد جمعته لشراء بعد المعدات للمشروع، وحين رفع الحجر، وسمحت السلطات بعودة صالونات الحلاقة للعمل، كنت قد أنهيت كل المال تقريبا، واضطررت مؤخرا للاقتراض من أجل تحقيق حلمي الذي كان قد أجله الفيروس التاجي”.
تعليقات الزوار ( 0 )