في لحظة حاسمة من يوم الإثنين 28 أبريل 2025، ومع انهيار حوالي 60% من شبكة الكهرباء الإسبانية بشكل مفاجئ، تدخل المغرب عبر مكتبه الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) لمساعدة جارته الشمالية على إعادة جزء من التيار الكهربائي، عبر تشغيل الربط الكهربائي البحري الرابط بين البلدين.
وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن المكتب الوطني للكهرباء استجاب بسرعة لطلب شركة “ريد إليكتريكا” الإسبانية، وأعاد تفعيل منظومة الربط الكهربائي عبر الكابل البحري الذي يعبر مضيق جبل طارق.
وساهمت هذه الاستجابة السريعة بشكل فعال في الحد من تداعيات الانقطاع الوطني الذي أربك إسبانيا وأدى إلى توقف العديد من الخدمات الحيوية.
إشادة رسمية بالعلاقات المغربية الإسبانية
وفي أول ظهور إعلامي له بعد الحادث، وجه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، شكره للمغرب وفرنسا على دعمهما الحيوي خلال الأزمة.
واعتبر سانشيز هذه المساعدة “تجسيدًا لعمق العلاقات الاستراتيجية” التي تربط إسبانيا بكل من المغرب وفرنسا، مشددًا على أن “التضامن الإقليمي هو ركيزة أساسية لمواجهة الأزمات الطارئة، وخاصة الأزمات الطاقية”.
كما أوضح سانشيز أن استعادة التيار الكهربائي بشكل كامل يعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: دعم interconnexion مع المغرب وفرنسا، تشغيل محطات الدورة المركبة للغاز، والاستعانة بإنتاج محطات الطاقة الكهرومائية المحلية.
الغموض يلف أسباب الانقطاع
ورغم التقدم في جهود استعادة الشبكة، أكد رئيس الحكومة الإسبانية أن الأسباب الدقيقة للانقطاع الكبير لا تزال مجهولة حتى الآن، مشيرًا إلى أن جميع الفرضيات تظل قائمة، مع استمرار التحقيقات من قبل الإدارات العامة والجهات المشغلة للقطاع الخاص.
وأكد سانشيز أن “هدف الحكومة واضح: إعادة الكهرباء إلى كافة أنحاء البلاد بحلول يوم الثلاثاء”، مضيفًا أن العمل المشترك مع الشركاء الإقليميين كان حاسمًا في إدارة هذه الأزمة.
الربط الكهربائي.. ركيزة للتكامل الإقليمي
وتجدر الإشارة إلى أن الربط الكهربائي البحري بين المغرب وإسبانيا، الذي بدأ تشغيله نهاية التسعينات، يتكون من عدة كابلات بقدرة تناهز 1400 ميغاواط.
وقد شكل هذا المشروع منذ بدايته رهانًا استراتيجيًا للطرفين لتعزيز أمن الطاقة وتقوية الاعتماد المتبادل.
وفي ظل الأزمات المتكررة التي تضرب قطاع الطاقة العالمي، يبدو أن هذه البنية التحتية المشتركة قد أثبتت، مرة أخرى، أهميتها الحيوية كجسر للطوارئ يعزز صمود الشبكات الوطنية ويدعم استقرار الإمدادات الكهربائية على ضفتي المتوسط.
تعليقات الزوار ( 0 )