Share
  • Link copied

في قلب أكادير.. تدريبات “الأسد الإفريقي 2025” تعكس قوة الشراكة المغربية الأمريكية في مواجهة التحديات الأمنية العالمية (+ فيديو)

احتضنت مدينة أكادير، يوم 7 ماي 2025، واحدة من أبرز المحطات الأكاديمية في إطار المناورات العسكرية الكبرى “الأسد الإفريقي 2025” (African Lion 2025)، التي تعد أكبر تمرين عسكري متعدد الجنسيات على مستوى القارة الإفريقية.

وعلى مدى أيام، قاد ضباط الجيش الأمريكي إلى جانب أفراد من القوات المسلحة الملكية المغربية دورات أكاديمية وتدريبية تهدف إلى تعزيز التنسيق والجاهزية العملياتية في بيئات قتالية متعددة الأبعاد.

ويعد تمرين “الأسد الإفريقي”، الذي ينظم في الفترة الممتدة من 14 أبريل إلى 23 ماي 2025، ثمرة تعاون متين ومستمر بين القيادة الأمريكية في إفريقيا (AFRICOM) والمملكة المغربية، ويشارك فيه أزيد من 10 آلاف جندي من أكثر من 50 دولة، من ضمنها سبعة أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحتضنه أربعة بلدان: المغرب، تونس، السنغال، وغانا.

الشراكة في الميدان والتخطيط

وأظهرت مشاهد الفيديو الملتقطة من عين المكان تفاعلاً مهنياً عالياً بين الجنود المغاربة ونظرائهم الأمريكيين، حيث انخرط الطرفان في حوارات تكتيكية، وتبادل خبرات حول العمليات المشتركة، والتأقلم مع التهديدات غير التقليدية.

وقد ركزت هذه الدورة الأكاديمية على تطوير القدرات الفكرية والعلمية للقادة والضباط، في مجالات تشمل التحليل العملياتي، التنسيق اللوجستي، والجاهزية القتالية متعددة الجبهات.

ويعكس هذا التعاون الأكاديمي عمق العلاقات العسكرية بين واشنطن والرباط، والتي باتت اليوم تشكل أحد أعمدة الاستقرار الأمني في منطقة الساحل وشمال إفريقيا.

رهانات جيوسياسية وعسكرية

ولا يقتصر “الأسد الإفريقي” على مجرد تدريبات ميدانية، بل يحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز حدود الجغرافيا العسكرية، إذ يسعى إلى تعزيز القدرة الجماعية على التدخل السريع والتعامل مع أزمات متعددة، من مكافحة الإرهاب إلى إدارة الكوارث الطبيعية والتهديدات السيبرانية.

كما يأتي هذا التمرين في وقت يتزايد فيه الاهتمام الدولي بالدور المتصاعد للمغرب كفاعل إقليمي موثوق، وشريك أساسي في ترسيخ الأمن الجماعي، خاصة في أفق احتضان المملكة لتظاهرات عالمية ضخمة مثل كأس العالم لكرة القدم 2030، وكأس أمم إفريقيا 2025.

المغرب.. بوابة الشراكات الدفاعية في إفريقيا

وبفضل موقعه الاستراتيجي وبنيته التحتية العسكرية الحديثة، بات المغرب نقطة ارتكاز أساسية للتمارين والتحالفات الدفاعية في القارة.

ويعزز “الأسد الإفريقي” هذا الدور من خلال تمكين القوات المغربية من الاستفادة من تجارب متعددة الجنسيات، مما يمنحها ميزة تنافسية عالية على مستوى التكوين والتأهيل القتالي.

وفي المحصلة، تؤكد الأكاديميات العسكرية التي تندرج ضمن تمرين “African Lion 2025” أن أمن واستقرار إفريقيا يمرّ عبر تقوية العلاقات العسكرية المتعددة الأطراف، وأن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يسير بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة في محيط دولي متحول.

Share
  • Link copied
المقال التالي