Share
  • Link copied

في ظل تصاعد درجات الحرارة وانتشار الزواحف السامة: هل تتأهب وزارة الصحة لموسم لدغات الأفاعي ولسعات العقارب؟

مع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق في عدد من مناطق المملكة، يتجدد شبح خطر الزواحف السامة التي تهدد حياة آلاف المواطنين، خاصة في القرى والمناطق النائية.

وباتت العقارب والأفاعي، التي تنشط خلال هذا الفصل، كابوسًا يوميًا للأسر المغربية، في ظل محدودية التدخل الطبي وتأخر الرعاية الصحية، كما جاء في سؤال كتابي وجهته النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية.

أكثر من 25 ألف لسعة سنويًا.. وأرواح تُزهق بسبب التأخر في العلاج

وحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن مركز الأمصال واللقاحات، فإن المغرب يسجل سنويًا ما يزيد عن 25 ألف إصابة بلسعات العقارب، وأكثر من 350 حالة لدغ من الأفاعي، معظمها خلال أشهر الصيف.

وفي الوقت الذي تتطلب فيه هذه الحالات تدخلاً عاجلاً وفعّالاً، تُسجل الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة ارتفاعًا في معدل الوفيات الناتجة عن تلك السموم، مشيرة إلى أن التأخر في العلاج وغياب الأمصال يؤديان إلى نتائج مأساوية.

22 نوعاً من العقارب الخطيرة.. وانتشار مرعب في القرى والمناطق الجبلية

ووفق نفس الشبكة، فإن التراب الوطني يضم أكثر من 50 نوعًا من العقارب، منها 22 نوعًا سامة وخطيرة، منتشرة في مختلف جهات المغرب، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.

وتؤكد تقارير ميدانية أن ساكنة القرى والمجالات القروية هم الأكثر تضررًا بسبب بُعد المراكز الصحية، وغياب سيارات الإسعاف، وانعدام وحدات الإنعاش في العديد من المستشفيات الجهوية والإقليمية.

غياب الأمصال.. مأساة تتكرر كل صيف

واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن واحدة من أكبر الإشكالات التي يواجهها المصابون بلدغات الأفاعي ولسعات العقارب هي الغياب المتكرر للأمصال المضادة للسموم، سواء في المستشفيات الجهوية أو المحلية.

وتشير النائبة الفتحاوي في سؤالها إلى أن هذه الأزمة تتفاقم سنويًا، دون أن تُتخذ إجراءات استباقية واضحة، رغم معرفة السلطات المسبقة بارتفاع هذه الحالات في كل صيف.

وفي سؤالها الكتابي رقم 21926، طالبت البرلمانية الفتحاوي الوزارة الوصية بالكشف عن الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لمواجهة هذه الظاهرة القاتلة، والتدابير العملية لتوفير الأمصال واللقاحات بالكميات الكافية، إلى جانب تأهيل البنية الصحية بالمناطق المتضررة من هذه الظواهر الموسمية.

وتثير هذه التساؤلات الحاجة إلى خطة وطنية متعددة الأبعاد، تشمل التوعية، وتوفير اللوجستيك الطبي، وتوزيع وحدات متنقلة، وتحديث خارطة المخاطر البيئية والصحية المرتبطة بالتغير المناخي، خصوصًا مع توقعات بمزيد من موجات الحرارة خلال السنوات المقبلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي