Share
  • Link copied

في صيف اللدغات السامة: حين تتحول العقارب والأفاعي إلى خطر يومي يُهدد حياة الآلاف في المغرب العميق وسط غياب الأمصال وتأخر التدخلات الطبية

مع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يعود إلى الواجهة خطرٌ صامتٌ يهدد حياة الآلاف من المغاربة في القرى والمناطق الجبلية والنائية: لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، التي تحصد سنويًا أرواح العشرات وتُصيب الآلاف، في ظل محدودية التجهيزات الصحية وغياب الأمصال المضادة في العديد من المراكز القروية.

ودفع هذا الوضع المتكرر النائب البرلماني مولاي المهدي الفاطمي، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، إلى توجيه سؤال كتابي لوزير الصحة والحماية الاجتماعية، بشأن الاستراتيجية الوطنية للوقاية والتدخل السريع ضد هذه الظاهرة القاتلة التي تشتد حدتها خلال فصل الصيف.

وأشار الفاطمي إلى أن خطر اللدغات السامة يتضاعف كل صيف في ظل ضعف البنية الصحية، خاصة في المناطق البعيدة عن المستشفيات، حيث يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على قطع مسافات طويلة بحثًا عن مصل قد يُنقذ حياة طفل أو مسنّ تعرض للسعة قاتلة.

وأكد البرلماني أن غياب الأمصال في المراكز الصحية القروية هو سبب رئيسي في ارتفاع عدد الوفيات، في وقت تُسجل فيه آلاف الحالات سنويًا، بعضها يصل متأخرًا إلى المستشفيات الإقليمية أو الجهوية، فيما يلقى بعض المصابين حتفهم قبل الوصول.

وأضاف أن غياب حملات التوعية بخطورة اللدغات وطرق الوقاية منها يزيد من تعقيد الوضع، لاسيما أن العديد من المواطنين في القرى يجهلون كيفية التعامل مع هذه الإصابات في لحظاتها الأولى، ما يُقلل من فرص النجاة ويُضاعف الألم والمعاناة.

وساءل الفاطمي وزارة الصحة عن التدابير التي تعتزم اتخاذها لضمان توفير الأمصال المضادة بشكل دائم وكافٍ في القرى والمناطق الجبلية، وعن إمكانية تكوين أطقم طبية محلية لتأمين التدخل السريع، إضافة إلى توفير وسائل نقل مناسبة تُمكّن المصابين من الوصول إلى العلاج في الوقت المناسب.

ويُثير هذا السؤال البرلماني قضية حيوية تمس العدالة المجالية في القطاع الصحي، حيث يظل سكان “المغرب العميق” بعيدين عن أبسط وسائل الوقاية والعلاج، في وقت تتكرر فيه حالات الوفاة بسبب تأخر العلاج أو غياب الأمصال الأساسية.

Share
  • Link copied
المقال التالي