Share
  • Link copied

في صفقة تاريخية تتجاوز 800 مليون دولار.. المغرب يقترب من الحصول على 600 صاروخ “ستينغر” أمريكي لتعزيز درعه الجوي ضد الطائرات المسيّرة والتهديدات الحديثة

في خطوة تحمل أبعاداً استراتيجية وتكشف عن تحوّل عميق في العقيدة الدفاعية للمملكة، طلب المغرب من الولايات المتحدة الأمريكية شراء 600 صاروخ من نوع FIM-92K Stinger Block I، في صفقة محتملة قد تصل قيمتها إلى 825 مليون دولار أمريكي، وفق ما أوردته بوابة “ديفنس ويب” المتخصصة في الأخبار العسكرية.

الصفقة التي وافقت عليها مبدئياً وزارة الخارجية الأمريكية، وأخطرت بها وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA) الكونغرس، تشمل إلى جانب الصواريخ المتطورة، خدمات الدعم الفني واللوجستي والهندسي التي ستشرف عليها شركتا “لوكهيد مارتن” و”آر تي إكس كوربوريشن” العملاقتان في صناعة السلاح.

ويعد الصاروخ المطلوب من قبل الرباط، FIM-92K، من أحدث إصدارات عائلة “ستينغر” الشهيرة، وهو مصمّم خصيصاً للدفاع الجوي القصير المدى ضد التهديدات الجوية الحديثة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والمقاتلات السريعة.

ويمتاز هذا الطراز بقدرات تقنية متقدمة، منها: إمكانية الاشتباك من جميع الاتجاهات، ما يجعله فعالاً في تعقب الأهداف سريعة المناورة، ورابط بيانات يسمح بالإقفال على الهدف بعد الإطلاق (LOAL)، ما يمنحه مرونة كبيرة في مواجهة الأهداف غير التقليدية.

كما تتميز بصاعق تقاربي، يُمكّن من تدمير الهدف عبر الاقتراب منه فقط دون الحاجة إلى إصابة مباشرة، ما يجعله مثالياً لمواجهة المسيّرات الصغيرة والطائرات بدون طيار.

ويُرجّح أن يُدمج هذا الطراز ضمن منظومات دفاع ذاتية الحركة، على خلاف النسخ التقليدية المحمولة على الكتف.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تحديث موسّع تعكف عليه المملكة لتعزيز منظومة الدفاع الجوي لديها، والتي تشمل حالياً أنظمة من قبيل:ASTER 15 وCrotale (فرنسا)، وAspide (إيطاليا)MIM-23 Hawk وChaparral (الولايات المتحدة)، إلى جانب SA-7 السوفييتي الصنع.

ويعكس الطلب الجديد رغبة المغرب في سدّ الثغرات على مستوى الدفاع القصير المدى، خصوصاً مع تزايد التهديدات المرتبطة بالطائرات المسيّرة والهجمات الجوية المفاجئة، والتي باتت تلعب دوراً محورياً في النزاعات المعاصرة.

من جهة أخرى، تعكس هذه الصفقة العمق الاستراتيجي للعلاقات المغربية الأمريكية في المجال العسكري، وتؤكد مرة أخرى مكانة المغرب كشريك موثوق لواشنطن في منطقة المغرب الكبير.

كما تُرسل رسالة واضحة للخصوم مفادها أن الرباط تضع أمنها الجوي ضمن أولوياتها الكبرى، وتسير بخطى واثقة نحو امتلاك قدرة ردع تواكب المتغيرات الجيوسياسية الإقليمية.

وإذا ما حصل المغرب على الضوء الأخضر النهائي من الكونغرس الأمريكي، فإن هذه الصفقة ستكون الأكبر من نوعها في مجال الصواريخ المحمولة القصيرة المدى ضمن ترسانة الجيش المغربي، وتشكل إضافة نوعية لمنظومته الدفاعية متعددة المصادر، في وقت تتسارع فيه وتيرة التسلح في المنطقة.

Share
  • Link copied
المقال التالي