انتقدت الجزائر، تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية، على دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، وذلك في بيان مكتوب بلغة هادئة، على العكس تماماً من البيانات المشابهة التي أعقبت اتخاذ باريس ومدريد للموقف نفسه.
وبالرغم من أن الموقف الأمريكي اتخذ في دجنبر من سنة 2020، إلا أن الجزائر ظلت طوال هذه السنوات، تروج لأن ما اتخذه ترامب في نهاية ولايته الأولى، لم يكن سوى تغريدة على موقع تويتر (إكس حاليا).
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيانها، إنها “أخذت علماً بتأكيد كتابة الدولة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يعتبر مخطط الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كحلٍّ أوحد لنزاع الصحراء الغربية”.
وأعربت الجزائر، عن أسفها لـ”تأكيد هذا الموقف من قبل عضو دائم في مجلس الأمن، يُفترض فيه الحرص على احترام القانون الدولي بشكل عام وقرارات مجلس الأمن بشكل خاص”.
وتابعت أن “قضية الصحراء الغربية تتعلق بالأساس بمسار تصفية استعمار لم يُستكمل وحق في تقرير المصير لم يُسوّ”، مردفةً: “والواقع أن الصحراء الغربية لا تزال إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي بالمعنى الوارد في ميثاق الأمم المتحدة، ولا يزال شعب هذا الإقليم مؤهلاً لممارسة حقه في تقرير المصير على النحو المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة 1514 (د-15) بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة”.
وأكدت الجزائر، التي تدعي دائماً أنها ليست طرفاً في النزاع، وبأنها مجرد مراقب، على أن “أي حياد عن هذا الإطار، لا يخدم بالتأكيد قضية تسوية هذا النزاع، مثلما أنه لا يغير البتة الحقائق الأساسية اللصيقة به، والتي أقرتها وثبتتها الأمم المتحدة، عبر جميع هيئاتها الرئيسية، بما في ذلك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، قد أكد خلال لقائه أمس الثلاثاء في واشنطن، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، على أن بلاده، تعترف بالسيادة المغربية، و“تدعم مقترح الحكم الذاتي المغربي الجاد والموثوق والواقعي باعتباره الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع”.
وأوضح بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، أن واشنطن “لا تزال تعتقد أن الحكم الذاتي الحقيقي في ظل السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن”، مشدداً على حثّ الرئيس دونالد ترامب للأطراف على “الانخراط في مناقشات دون تأخير باستخدام مقترح الحكم الذاتي المغربي كإطار وحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين”.
ونبه البيان، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، “ستُسهّل التقدم نحو هذا الهدف”. وأكد الوزيران روبيو وبوريطة خلال الاجتماع، على “متانة الشراكة الأميركية المغربية في تعزيز السلام والأمن، بقيادة الرئيس ترامب والملك محمد السادس”، كما ناقشاً التعاون لتعزيز الأولويات المشتركة في المنطقة.
تعليقات الزوار ( 0 )