أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، خلال إحاطة أمام مجلس الأمن، بروز تطورات جديدة قد تُمهّد الطريق نحو تهدئة التوترات الإقليمية، وتمهّد لحل سياسي متوافق عليه بين الأطراف المعنية.
وقال المسؤول الأممي، وفق ما أوردته وكالة “فرانس برس”، إن هذه التطورات الجديدة، تتجلى أولاً في التحركات الأخيرة التي تشير إلى بوادر انفراج نسبي في العلاقات بين الجزائر وفرنسا، والتي توترت في السابق بسبب دعم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصريح لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. ورغم أن الخطاب السياسي عاد ليتسم بالحدة بين العاصمتين، إلا أن المؤشرات الأولى لهذا التقارب لا تزال قائمة.
ولفت دي ميستورا، الانتباه، إلى التصريحات التي أدلى بها وزير الدولة الأمريكي ماركو روبيو، خلال زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن، والتي جدد فيها دعم إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لمغربية الصحراء، مشدداً في الوقت نفسه على أهمية التوصل إلى حل يقوم على “حكم ذاتي واقعي” ويأخذ بعين الاعتبار توافق الطرفين، وهو ما أكد المسؤول الأمريكي استعداد بلاده للمساهمة فيه بفعالية.
وأوضح المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء المغربية، أن هذه المواقف تنسجم مع توجهاته الداعية إلى ضرورة شرح تفاصيل مبادرة الحكم الذاتي المغربية، ومنح الوضوح اللازم لماهية الاختصاصات التي ستُمنح للمنطقة في حال تطبيق مقاربة الحكم الذاتي بشكل فعلي.
وأضاف المسؤول الأممي، أن المرحلة المقبلة، وتحديداً الأشهر الثلاثة المقبلة، قد تشكل فرصة حقيقية لترجمة هذا الزخم الجديد على أرض الواقع، شريطة أن يستمر انخراط أعضاء مجلس الأمن، وخاصة الدول دائمة العضوية، في دعم مسار التسوية.
وفي المقابل، أعرب دي ميستورا، حسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة “فرانس برس”، عن قلقه من استمرار الجمود في العلاقات بين المغرب والجزائر، مشيراً إلى أن الوضع لا يُظهر أي بوادر انفراج، بل يشهد مزيداً من التدهور، سحبه.
هذا، وحذّر من تدهور الوضع الإنساني في مخيمات تندوف، مبرزاً أن برنامج الغذاء العالمي اضطر إلى تقليص مساعداته، وقد يُجبر على وقفها تماماً خلال فصل الصيف ما لم يتم توفير تمويلات جديدة لتلبية الاحتياجات الأساسية للساكنة المحتجزة هناك.
تعليقات الزوار ( 0 )