بعد موجة من التضامن التي تلقتها “أستاذة تامسنا”، التي ادعت في تدوينة انتشرت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، أنها تعرضت للتعنيف من قبل شرطي بعدما رفضت الانصياع لتحرشه بها في نهار رمضان، عاد روّاد “السوشيال ميديا” بالمغرب لينقسموا، بعد أن تم إخراج مقطع فيديو يوثق لبعض تفاصيل الواقعة.
وعكس ما جاء في تدوينة الأستاذة المعنية، فقد أظهر المقطع، أنها رفضت الامتثال لطلب الشرطي بعدما قامت بالاتصال بوالدها على الهاتف، الذي حثها هو الآخر، على عدم الانصياع والركوب في سيارة الشرطة، وأمرها بأن تقول للرجال الأمن: اعتقلوا كلّ هؤلاء الأشخاص وبعدها تعالي إلي، لأن عدداً كبيراً منهم لا يضع الكمامة، حسب الفيديو.
وخلافاً لما قالته “أستاذة تامسنا” في تدوينتها، فقد أظهر الفيديو أن رجل الشرطة يخاطبها باحترام بعبارة: “طلعي ابنتي”، في الوقت الذي ترد هي بالصراخ والرفض والتهديد، إلى جانب أنها لم تكن تحمل بالأساس الكمامة، وذلك أيضا يعاكس ما جاء في تدوينتها التي أكدت فيها أنها كانت تحملها، ومباشرةً بعد تنبيهها من قبل الشرطي وضعتها.
غير أن الفيديو، الذي تم تقطيعه وبث أجزاء منه لا توثق للواقعة بكامل تفاصيلها، خلّف انقساماً ملحوظاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر بأن “أستاذة تامسنا” كذبت بشكل صريح على المواطنين في تدوينتها، وبين قائل إن على رجال الأمن إخراج الفيديو بكامله للعلن، وعدم الاكتفاء بأجواء تؤيد رواية الشرطي.
في مقابل ذلك، ذهب آخرون إلى أنه بغض النظر عن التفاصيل التي تم تغييبها بقصد عبر عدم نشر المقطع كاملاً، فإن كذب المعنية في بعض الأمور، وتغاضيها عن شق أنها اتصلت بوالدها، وأخبرها بألا تنصاع لأوامر الشرطة، ومخاطبتها لرجال الأمن بتلك الطريقة، يؤكد أن هناك مبالغة كبيرة في الموضوع من طرفها.
وعن هذا الأمر، قال المحامي نوفل البعمري، إن “الأستاذة التي ادعت أنها تعرضت لتحرش جنسي من طرف رجل أمن، جنت على نفسها لأن الواقعة كان يتم تصويرها وهو من حسن حظ رجل الأمن، لأنه لو لم تكن قد وثقت لكان الآن متهما بتهمة جد خطيرة ولكانت المنظمات التي تقف على باب المغرب لإدانته عن حق أو عن باطل قد أصدرت بيانات تدين الأمن بالمغرب والدولة”.
وأضاف البعمري، في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “يبدو أنه من مصلحة الجميع توثيق تدخلات رجال الأمن حتى لو كانت عادية، لأننا قد نجد أنفسنا أمام شخصيات مريضة مستعدة لاتهام رجال الأمن بأي شيء ومن أجل أي شيء… للتهرب من القانون”، حسب تعبيره.
ومن جهته، كتب الإعلامي محمد المبارك: “البوليسي كيمثل الأمن، فاش كيضبط عليك مخالفة راه خاصك تخلصها، السيدة كيف كنشوفوا ما كاينة لا كمامة لا والو، عكس داك الشي اللي قالت بالرواية ديالها، باللي كانت غير منزلاها، وإنما هي ما دايراهاش ومازال كتقول للبوليسي طلع هاد الناس كاملين اللي هنا عاد نطلع ليك.. يعني كتوريه خدمتوا وزايداها بعدم الامتثال لرجل أمن”.
وتابع المبارك في تدوينة على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”: “واش هادي كتسحاب راسها كتهضر مع سوكيريتي فمرجان ولا البنك، ولا مع شي زميل ديالها فالعمل، راه بوليسي هداك اللي قدامها وهي منين ما دايراش الكمامة راها خارقة القانون، وكان عليها تخلص 300 درهم بحال گاع الناس، بدون هاد الصداع كامل، ولكن عدم قبولها تخلص الغرامة، راه خاصها تمشي لمركز الأمن ما كاين ما ولكن؟!!!”.
واسترسل: “دابا بغيتوا نرجعوها فوضى؟! واش بغيتوها سايبة؟! بوليسي كيقول لمواطنة خلصي كتقوليه: لا ما مخلصاش، وكتهز التلفون تعيط لباباها وتغوت وسط الزنقة؟! كيقوليها طلعي كتقوليه حتى طلع هادوا كاملين وتعطيه بالظهر؟! وتقوليه قيسني يلا كنتي راجل؟! يلا قستيني قفرتيها، ومن بعد تمشي تحط منشور تقول تحرش بيا مدعوم بشهادة طبية وصورة ما عرفناش حتى كيفاش وقع ليها؟!!! “.
وأردف المبارك: “رواية الفتاة راه فيها بزاف ديال الأمور اللي غير منطقية، والفيديو بوحدو فيه: عدم امتثال للسلطة، وعدم ارتداء الكمامة، وإهانة موظف، وهي زادت عليها: ألو بابا، اللي ما فهمتش ما دخل باباها في القصة اللي هو براسوا رجل تعليم!! “، متابعاً: “باختصار حنا قدام بنت الفشوش، والناس اللي كيدافعوا على هاد الممارسات راه كيشجعوا على خرق القوانين، أما في الدول المتقدمة راه البوليسي جوج كلمات ثلاثة، كيدير للواحد المينوط ويطلعوا للسطافيط…”.
وفي الجهة المقابلة، دافع مجموعة من الأساتذة عن زميلتهم معتبرين بأن الفيديو تم بتره ولا يوثق لتفاصيل الواقعة بكاملها، سيما في شقّ ما ادعته بشأن تعرضها للتحرش والتعنيف، حيث تساءل عبد الوهاب السحيمي، وهو أحد أفراد الأسرة التربوية: “لماذا لم ينشروا الفيديو كاملا من اول لحظة؟ يعني منذ لحظة التوقيف الى لحظة وضع الأستاذة في السطافيط؟”.
وزاد السحيمي: “وعلاش ماصوروش لحظة إسقاط الأستاذة؟ الفيديو مبتور ويوثق فقط لمشاهد تخدم مصالحهم. الفيديو يوثق للعديد من المواطنين دون كمامات فلم تم التركيز على الأستاذة فقط؟ البوليس اللي صور هو المتهم الأول في الملف فكيف يمكن تصديق شريطه واعتباره هو الفيصل”، مختتماً: “والمصيبة الكحلة هو خروج بعض أساتذة القانون يبرؤون البوليس بناء على فيديو مبتور ولا يمكن لعاقل أن يصدقه، ويورطون أستاذة يتم التشطيب بها الأرض”، وفق قوله.
وبدوره، قال عبد المنعم بيدوري: “دبا شفنا بعض من فيديو اعتقال الأستاذة ديال تامسنا، فيه كلمات جميلة من الشرطي من مثل : “يلاه ابنت .. الله يرضي عليك !..”، متابعاً: ” لفيديو لا يتجاوز دقيقيتن و لم يتم الإعلان عن مصدره. زاوية التصوير وجودة الصوت يمكن الاستنتاج من خلالهما ان الشرطي أو زميله من قام بالتصوير”.
وأبرز في تدوينة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “الأستاذة تتهم الشرطي بالاعتداء عليها وقدمت شكاية مرفوقة بشهادة طبية لمدة عجز تصل الى 30 يوم فيها : إصابة على مستوى البطن أدت الى نزيف شرجي و قيء دموي بحكم ان السيدة تعاني من داء كرون. إصابة على مستوى الوجه تسببت في كدمات على الخذين”.
إلى جانب، يتابع بيدوري، وهو عضو سابق في المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية: “إصابة على مستوى الفك السفلي. اصابة على مستوى الساق الأيمن ..”ـ مختتما تدوينته بالقول إن “السؤال ديا هو: واش مخالفة ديال “عدم ارتداء الكمامة ” تخلف كل هذا التعنيف الخطير جدا ؟! و في كل أماكن الجسد ؟!!”.
يشار إلى أن الواقعة تعود ليوم الخميس الماضي، حيث ادعت أستاذة بتامسنا، أنها تعرضت للتحرش من قبل شرطي درّاج، أثناء توجهها لشراء بعض حاجياتها من سوق المدينة، غير أنها رفضت الانصياع له، ليقوم بتهديدها بالصعود إلى سيارة الشرطة لنقلها إلى المركز، وهو ما كذّبته ولاية أمن الرباط الأمر، التي أكدت أن المعنية لم تكن ترتدي الكمامة ورفضت دفع الغرامة واتصلت بشخص عبر الهاتف، وهو ما أظهر مقطع الفيديو المتداول، أجزاء منه.
تعليقات الزوار ( 0 )