أجبر المرضُ العديد من الفنانين المغاربة بالابتعاد عن الساحة الفنية، وإيقاف مشوارهم، كما تسبب في تغييبهم عن الأضواء وسحب بساط النجومية التي حققوها طيلة سنوات من العمل الدؤوب من تحت أقدامهم، في ظل عدم ظهورهم بأعمال فنية.
وبرعَ هؤلاء الفنانون طيلة مشوارهم الذي امتد لعقود، في تقديم أعمال ترقى إلى مستوى تطلعات الجمهور المغربي، واستطاعت أن تلجَ قلوبهم بدون استئذان، كما نالت إعجاباً واستحساناً كببرين لدى فئاتٍ عريضة من المجتمع المغربي.
الفنانة فاطمة الركراكي
من منّا في المغرب لا يعرف الفنانة فاطمة الركراكي (79 سنة)، الوجه الفني الذي ترك َ انطباعاً لا يمحى في نفوس المشاهدين، صاحبةُ النبرات الهادئة المفعمة بالإحساس المرهف، أعمالها المسرحية أضحت جواز سفرٍ لإدخال البهجة ورسم البسمة على محيا المغاربة طيلة عقود من الزمن.
وتعاني الفنانة فاطمة الركراكي من فقدان حاسة البصر منذ سنوات، الأمر الذي غيّبها عن الساحة الفنية، وجعلها تلازم منزلها مع متابعةٍ لحالتها الصحية، كما لا يزال جمهورها شغوفاً بمتابعة أي أخبارٍ جديدة عنها، بعدما قدمت له طيلة عقود أجمل الأدوار الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون، والتي لا تزال راسخةً في ذاكرتهم إلى اليوم.
يذكر أن فاطمة الركراكي تعتبر من أوائل الممثلات المغربيات في الميدان الفني، بدأت مسيرتها الفنية في منتصف الخمسينات، أما على مستوى السينما فقد لعبت أول أدوارها من خلال فيلم “شمس” مع حميدو بنمسعود.
الفنانة نعيمة سميح
تعتبر نعيمة سميح (66 سنة)، من أبرز أصوات الموسيقى المغربية العصرية في النصف الثاني من القرن العشرين، وشدّت بصوتها الرخيم وحنجرتها الذهبية جمهوراً مغربيا وعربيا عريضاً، ولقبت من طرف كبار الموسيقيين بعميدة الطرب المغربي الراقي.
وتمكنت من الخروج إلى الغناء، في فترة كان من الصعب على المرأة أن تكون مغنية بالمغرب، يصفها كبار الأغنية المغربية بفنانة الحب والسلام والوطن، تغنت بالمغرب في عدد من أغانيها، وفتحت لها أغنيتها ” جريت وجاريت”، الباب على مصراعيه لتحقيق شهرة واسعة.
وابتعدت الفنانة نعيمة سميح، منذ فترة طويلة عن الساحة الفنية والأضواء والغناء، وعدم الظهور بأعمال فنية جديدة، بسبب أزمتها الصحية التي ألزمتها الفراش، مفضلة المكوث في منزلها بـ “اين سليمان” رفقة عائلتها.
الفنان عبد القادر مطاع
اشتهر عبد القادر مطاع بـ “الطاهر بلفرياط” (80 سنة)، وبصم هذا الفنان محطاته الفنية في مختلف الميادين المسرحية والإذاعية و التلفزيونية، والسينمائية التي تألق فيها فوق الخشبة و أمام الكاميرا والميكرفون.
شخّص الكثير من الأدوار التراجيدية والكوميدية المختلفة والمتنوعة، وهو يعتز كثيرا ببعض الأعمال التي يعتبرها من الذكريات الجميلة مثل “أمجاد محمد الثالث” و “سيدي عبد الرحمان المجدوب”، ومن بين أهم هذه المحطات الرئيسية في مساره الفني قيامه بدور البطولة في الفيلم السينمائي المغربي “وشمة” من إخراج حميد بناني.
ويعاني الفنان مطاع، منذ سنوات طويلة من العمى الكلي، الذي ألزمه البيت، كما أكد في أكثر من مناسبة أنه تعرض للإقصاء من المشاركة في الأعمال الفنية بسبب فقدانه للبصر، وتعرضه إلى الاستغلال والسرقة من طرف العديد من الأشخاص، خلال تواجده بالأسواق أو الأماكن العامة، كونه رجلاً ضريراً.
الفنان عبد الجبار الوزير
سنوات مرت على آخر عمل قدمه الفنان عبد الجبار الوزير (92 سنة)، من خلال مشاركته في السلسلة الرمضانية ” دار الورثة”، ومن حينها غاب الفنان عن الأضواء والتمثيل بسبب الأزمة الصحية التي يمر منها، وألزمته الفراش، ومنعته من استكمال مشواره الفني.
ويذكر أن الفنان عبد الجبار الوزير، تشبع بفن” الحلقة ” الذي تشتهر به ساحة جامع الفنا بمراكش، فتعلم فن الحكي وأصول التمثيل، قبل أن ينظمّ للعديد من الفرق المسرحية المحلية ويشارك معها في مسرحيات عرضت داخل المغرب وخارجه، ومن أبرزها “فرقة الأمل والأطلس وفرقة الوفاء المراكشية”.
وقضى الفنان ذاته، أكثر من 60 سنة في الفن، حيث قدم عشرات المسرحيات والمسلسلات التلفزية والإذاعية، وشارك في العديد من الأفلام والاعلانات المغربية، استطاع من خلالها ترك بصمة لا تنسى في كل دورٍ شارك فيه.
تعليقات الزوار ( 0 )