هزّت الفضيحة المدوية التي عرفها ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، ليلة أمس الثلاثاء، بعد أن حولته الأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة، إلى ما يُشبه حوض سباحةٍ، ما عقّد مهمة الرجاء الرياضي، الذي خاض مباراةً حاسمةً في دوري الأبطال على أرضية ميدانه، ليفشل في الوصول إلى شباك منافسه السنغالي تونغيث، قبل أن يودّع المسابقة بضربات الترجيح.
ومباشرةً بعد توديع الرجاء لدوري الأبطال، الذي لعب نصف نهائيه في النسخة الماضية، سادت حالة من الغضب العارم وسط النشطاء المغاربة، الذين ألقوا باللوم على المسؤولين عن الملعب، إلى جانب حكم اللقاء، الذي كان يُفترض به أن يوقف المباراة، بعدما كان واضحاً أن أرضية “دونور” لم تعد صالحةً لإجراء مقابلة في كرة القدم.
وفي هذا السياق، تساءل الناقد الرياضي منعم بلمقدم، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، عن مصير 21 ملياراً التي خُصصت لإعادة إصلاح مركب محمد الخامس ليرقى لمستوى الملاعب الكبرى، قبل أن يطالب في منشور ثانٍ، بمحاسبة “كل من سولت له نفسه العبث بالصورة والرمزية وحرمة المكان..”، مختتماً: “نحب بلادها ووطننا لكن وجب ربط تلك بتلك”.
وشارك المحلل الرياضي محمد المغودي، على حسابه الشخصي بـ”فيسبوك”، صورةً تُظهر ما قاله محمد الجواهري مدير شركة كازا ايفينت، بشأن أن ملعب محمد الخامس هو الوحيد في القارة الذي يتوفر على تقنية التصفية الذاتية للماء المتواجد على عشب أرضية الملعب، معلّقاً فوقها: “عفواً ما رأيته اليوم هو تسرّب الملايير وليس تسرب المياه”. مشدداً على أنه “إذا ضيعنا فرصة المحاسبة بعمقها القانوني، سنشجع على تسرب الملايير”.
ومن جانبه علّق الإعلامي رشيد صفر، على المباراة بطريقة ساخرةٍ: “مباراة فوق الماء ملعب الغيس.. زلگة جميلة… اللاعب كايتشل بالما، وكاتمشي الكورة فوق ضاية الما، تدخل اللاعب زالگ على كرشو، المدافع كايعوم وكايلتاقط الكرة كايقداااف ولكن الضاية كاتحبس الكورة، وكايجي لاعب الفريق الخصم فوق شومبرير وكايهرب بالكورة في اتجاه الحارس لي غارق في ضاية كبيرة وكايتنفس تحت الماء”.
وأضاف: “المدافع لابس les palmes كايعوم بسرعة كبيرة في اتجاه المهاجم وكايشد الشمبرير وكايضرب برجليه في الضاية وكايغير الاتجاه ديال الشومبرير للتوش.. والحكم داخل بالدجيتسكي كايعلن عن نهاية موسم التبوريدة فوق الجرايدة الاصطناعية .. نهاية الشورط الأول إلى الملتقى في الشورط الثاني مع مقابلة كورة الما..”.
الإعلامي المصطفى العسري، بدوره، أعرب عن غضبه الشديد مما وقع، خاصة أن التساقطات تسببت في فيضانات كبيرة في عددٍ كبير من أحياء الدار البيضاء، حيث كتب: “عندما ينطق الفساد، فإنه يحوّل مركب محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء إلى مجرد ضاية.. والمسؤولية عندنا تنقصها المحاسبة يا سادة..”.
وتابع العسري: “حكام الدار البيضاء يجب أن يجلبوا جميعاً إلى المحاسبة والمحاكمة.. أولهم سعادة الوالي وسعادة العمال.. والسيد العمدة وأعوانهم.. شكرا أيتها الأمطار.. لقد فضحت سياساتهم الترقيعية”، مسترسلاً في تدوينة أخرى: “الدار البيضاء تغرق.. حان الوقت لانتخاب حاكم الدار البيضاء.. بدل تعيينه.. حتى تسهل محاسبته من قبل صنادق الاقتراع.. بدل أن يفر بفعلته في اتجاه عمالة أخرى أو إقليم آخر..”.
وعاد العسري ليشدّد لهجته في تدوينة أخرى عن الفضيحة التي هزّت مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، بالقول إن مركب محمد الخامس بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً لوزارة الداخلية ورجالاتها المتعاقبون على حكم 6 مليون بيضاوي، قبل أن يوجه سهام انتقاده لشركة “ليديك” الفرنسية، المسؤولة عن قنوات الصرف الصحي.. متسائلاً: “أش باقي كتدير عندنا في الدار البيضاء.. ألم يطردها الأرجنتينيون من بوينس آيرس بسبب سوء تسييرها”.
وكتب الناشط إلياس أعراب، معلّقا على الفضيحة: “مشيت نتفرج قالراجا لقيت الماتش ديال التزحلق. الملعب لي كايتسد كل عام ويتخسر عليه الملايير، 2 قطرات ديال الشتا كايغرقوه”، مردفاً: “إلى حسبنا عدد المرات لي تسد فيها الملعب من أجل الإصلاحات والميزانيات المخصصة لذلك غانلقاو بأنه كن خليناه وصرفنا داك الفلوس على بناء ملاعب جداد كن راه عندنا فكل دوار ملعب ماشي فكل مدينة”.
يشار إلى أن مركب محمد الخامس، الذي يُعتبر أشهر وأكبر ملعب في المغرب، سبق وأن أغلق في السنوات الماضية أكثر من مرة، من أجل إجراء الإصلاحات، وهو الأمر الذي زاد من سخط النشطاء والإعلاميين والسياسيين، خصوصاً وأن الفضيحة التي شهدتها أرضية ميدانه، تابعها ملايين الأشخاص عبر العالم، ما من شأنه أن يسيء لسمعة المملكة التي تعد بنيتها التحتية الرياضية، الأفضل في القارة حسب كثير من الخبراء.
تعليقات الزوار ( 0 )