بالرغم من الارتفاع الكبير في عدّاد الإصابات بفيروس كورونا في المغرب، خلال الأسبوعين الماضيين، والذي قارب الـ 1000 حالة، إلا أن سلطات مدينة الدار البيضاء، قررت فتح محطة أولاد زيان، بداية من يوم غدٍ الإثنين، وذلك بعد قرابة السنة على إغلاقها بسبب التطورات الوبائية التي عرفتها المملكة وقتها.
ومن أجل تجنب أي انتكاسة وبائية، قررت سلطات البيضاء، إغلاق المكاتب والمحلات التجارية داخل أولاد زيان، بدءاً من الساعة الحادية عشر ليلاً، على أن تفتح في الرابعة صباحاً، فيما ستبقى المحطة مفتوحة في وجه جميع الحافلات القادمة للمدينة، أو العابرة منها، من أجل نزول أو صعود المسافرين، مع ضرورة الالتزام بكافة التدابير الاحترازية المعمول بها.
وفي الوقت الذي خلّف الخبر حالة من التفاؤل في صفوف المهنيين، وأيضا المواطنين ممن يستخدمون المحطة بشكل مستمر، لما لذلك من أثر على عودة أسعار التذاكر إلى وضعها الطبيعي، بعد حالة التسيّب التي عرفتها في الشهور الماضية، أعرب مجموعة من النشطاء عن قلقلهم البالغ من توقيت السماح بفتح أبواب أكبر محطة طرقية في المملكة.
ويخشى العديد من المغاربة من تسبب عودة محطة أولاد زيان للعمل، في انتكاسة وبائية كبرى في البلاد، خصوصاً في ظل أن مدينة الدار البيضاء لوحدها، تسجل حوالي ثلث عدد الإصابات التي يتم رصدها في كامل المملكة يوميا، وهو المعطى الذي جعل العديد من المغاربة، من بينهم أطر صحية في العاصمة الاقتصادية للمغرب، يضعون أيديهم على قلوبهم مخافة أي كارثة.
واعتبر نشطاء أن قرار إعادة فتح المحطة، لم يراع الظروف الوبائية الحالية، واقتصر على النظر للخسائر المادية الجسيمة التي تلقتها جماعة الدار البيضاء، والتي قدرت بـ 3 ملايير سنتيم، الأمر الذي من شأنه أن يعيد الكارثة التي أقبت عيد الأضحى في السنة الماضية، حين تجاوزت الإصابات اليومية في البلاد، بسبب تداعياته، حاجز الـ 6 آلاف حالة.
ولم تقتصر ردود الفعل الغاضبة من قرار سلطات الدار البيضاء، على المواطنين، حيث وصلت إلى الأطر الصحية في مختلف أنحاء المغرب، الذين أعربوا عن استغرابهم من التطور الجديد الذي يأتي في وقت صادم على بعد أقل من ثلاثة أسابيع من عيد الأضحى، الذي يعرف حركة تنقل غير عادية، ما قد يجعل الفيروس يتوزع على مختلف جهات البلاد مرّةً أخرى.
وفي هذا السياق، تساءل أحد المسؤولين على الشأن الصحي في مدينة الدار البيضاء، في حديثه لـ”بناصا”، بخصوص ما إن كانت إدارة محطة أولاد زيان، قد توصلت بدورية وزير الداخلية الأخيرة، وهل وضعت السلطات المحلية والأمنية خطة من أجل مراقبة مدى تطبيق التدابير الاحترازية داخل أكبر محطة طرقية في المغرب.
وأكد المصدر السابق، أن المحطة، التي من المنتظر أن يلجها الآلاف يومياً، في ظل اقتراب عيد الأضحى، قد تتسبب في كارثة وبائية، وتسفر عن انفجار بؤر وبائية تنطق منها صوب مختلف جهات البلاد، الأمر الذي من شأنه أن يعيد السلطات الصحية في المغرب، إلى نقطة الصفر في معركتهم ضذ الفيروس التاجي.
تعليقات الزوار ( 0 )