شارك المقال
  • تم النسخ

غِيَابُ مَرَافِقِ التَّرْفِيهِ يَخْنُقُ سُكَّانَ المُدُنِ المَغْرِبِيةِ الصَّغِيرَةِ فِي فَصْلِ الصَّيْفِ

عرفت مختلف المناطق المغربية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث فاقت في بعض المناقط الـ 40 درجة، ما دفع العديد من الأسر والعائلات القريبة من السواحل المغربية إلى حمل أمتعتها والتوجه إلى الشواطئ للاستجمام وتخفيف وطأة نار الصيف الحارقة.

وفي المقابل، تتواصل معاناة المدن المغربية الصغيرة، التي لا تتوفر على مرافق ترفيهية لفصل الصيف، وتستمر الشكاوي المتعددة لساكنتها، التي ذاقت ذرعا من استمرار السلطات في التغاضي عن مطالبها المشروعة، والهادفة لخلق فضاءات تخفف عن قاطنيها حرارة الصيف، وجوه الذي يبعث على “الاكتئاب”، حسب تعبير أحد المواطنين.

يونس من مدينة زايو، الواقعة بإقليم الناظور، التي عرفت ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، خلال الأيام القليلة الماضية، قال في تصريحٍ لجريدة “بناصا”:”غياب المرافق الترفيهية تجعلنا نختنق في فصل الصيف، فلا يوجد أي فضاء يمكننا أن نتوجه إليه خلال هذه الفترة من السنة “.

وتابع يونس:”خلال الأيام الأخيرة ارتفعت درجات الحرارة، حيث وصلت أمس 40، واليوم 41 درجة مئوية، الأمر الذي زاد الحاجة لمرافق ترفيهية، على رأسها المسابح، التي لا تتوفر المدينة عليها، رغم المطالب المتجددة في كل صيف، ما يدفعنا للتساؤل حقا، كيف لجماعة حضرية يزيد عدد سكانها يناهز عدد سكانها الـ 60 ألف نسمة، لا تتوفر على مرافق ترفيهية؟”.

وأردف المتحدث، أن “المدينة قريبة نوعا ما من الساحل، حيث تعبد عن شاطئ قرية أركمان بـ 35 كيلومترا، وشاطئ مارتشيكا بـ 40 كيلومترا، وعن شاطئ رأس الماء بـ 50 كيلومترا، إلا أن غياب وسائل النقل الكفيلة باستيعاب العدد الكبير للراغبين في التوجه للاصطياف، يصعب من مهمة الساكنة، في ظل تواجد عدد محدود جدا للحافلات”.

في شرق المملكة، وبالضبط، بمدينة عيون سيدي ملوك الصغيرة، الواقعة بإقليم تاوريرت، يعاني السكان من غياب المرافق الترفيهية وعلى رأسها المسابح وحدائق الألعاب الخاصة بالأطفال، الأمر الذي “يجعل منها، أشبه بقطعة من جهنم على الأرض، لا تتوفر على أي شيء يخفف من وطأة الحرّ على قاطنيها”، وفق تصريح لحسن ابن المنطقة، لـ”بناصا”.

وأضاف المتحدث أن هذا الوضع، تسبب “حتى قبل جائحة كورونا، في تفضيل العديد من أبناء عيون سيدي ملوك القاطنين بالمهجر، البقاء في بلدانهم، أو التوجه إلى مدن ساحلية لقضاء الصيف كاملا، دون أن يعودوا لمدينتهم الأم، للمساهمة في إنعشها على المستوى الاقتصادي وخلق دينامية تجارية بها”.

عيسى القاطن بمدينة تارجيست، الواقعة بإقليم الحسيمة، يشكو هو الآخر غياب المرافق الترفيهية التي من شأنها مساعدة الساكنة على تخفيف آثار الحر على صحتهم ونفسيتهم، موضحا:”لا شيء يساعد على قضاء فصل الصيف هنا، صحيح نحن قريبون للشاطئ، ولكن هذا لا يعني بأن كل المواطنين بإمكانهم التوجه إليها، لأن القاطنين هنا، غالبيتهم من الأسر الفقيرة أو المتوسطة”.

وتابع:”جائحة كورونا أظهرت الحاجة الكبيرة لتوفر المدن الصغيرة على مرافق ترفيهية من مسابح وحدائق سواء الخاصة بألعاب الأطفال أو الإيكولوجية، بعد أن تضاعفت تسعيرة النقل في ظل الإجراءات الوقائية المفروضة لتفادي تفشي الفيروس التاجي، ما صعب من إمكانية سفر العائلات إلى الشواطئ القريبة”.

يشار إلى أن هناك مجموعة من المدن المغربية الصغيرة، والتي بالرغم من تصنيفها كجماعات حضرية، تعاني من غياب للمرافق الترفيهية، الأمر الذي يزيد من اختناق السكان خلال فصل الصيف، خاصة تلك التي تتميز منها، بمناخ شبه صحراوي، بارتفاع كبير في درجات الحرارة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي