كشفت العديد من الدراسات الدولية بأن الهجمات الإلكترونية التي استهدفت المغاربة، ارتفعت بشكل ملحوظ خلال سنة 2020، موازاةً مع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي نجم عنها إقبال مهمّ للمواطنين على العالم الافتراضي والتطبيقات الإلكترونية.
وتعرض عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة لهجمات إلكترونية استهدفت معطياتهم الشخصية، بما فيها المعلومات البنكية، مثل ما حدث في شهر غشت وشتنبر الماضيين، حين استهدفت الحسابات البنكية للعشرات من زبناء إحدى المؤسسات، قبل أن تتكرر الجريمة مرّة أخرى في فبراير الماضي، إلى جانب ما تعرض له العديد من الأشخاص الذين قرصنت صورهم الخاصّة دون إرادتهم.
وكانت دراسة دولية حديثة، صادرة عن شركة كاسبيرسكي، المتخصصة في الأمن الإلكترونية، قد صنفت المغرب في مقدمة الدول الأكثر عرضة للهجمات الإلكترونية، حيث جاءت المملكة في المرتبة الرابع بـ 22.67 في المائة، في حين كان المركز الأول من نصيب إيران بـ 67.78 في المائة، وبعدها الجزائر بـ 31.29 في المائة، ثم بنغلادش ثالثة بـ 26.18 في المائة.
وأشارت الدراسة إلى أن قرصنة الكمعطيات الشخصية التي استهدفت المغاربة تمت عبر بمرجيات خبيثة مثل أحصنة طروادة وبرمجيات بنكية خبيثة، قامت باختاراق هواتفهم والتجسس عليهم دون أن يعلموا ذلك، وهو ما سبق وأكدته دراسات دولية أخرى، ذهبت إلى أن المغاربة من أكثر الشعوب تعرضا للهجمات الإلكترونية.
وكانت كاسبيرسكي قد حذرت في وقت سابق، من أن البرمجيات المصرفية الضارة، تستهدف حث الضحايا على تثبيت الملف الضار من خلال رسالة إلكترونية يتم بعثها عغلى بريدهم الخاص، ويشير من خلالها المجرمون إلى أنه مدين بالأموال، كما يتضمن البريد الإلكتروني أيضا رابطا يمكن للضحية النقر عليه للحصول على مزيد من المعلومات الإضافية.
وأوضح المصدر أنه فور تثبيت البرنامج، يتم إرسال رسالة تفيد السيطرة بنجاح على الهاتف، وتشمل العديد من المعلومات، من بينها نوع الهاتف المحمول للضحية ووضعية تأمين الشاشة، وقائمة جميع التطبيقات المحملة التي يمكن استهدافها من طرف البرنامج الضار، تستهدف التطبيقات الخاصة بالأبناك والشركات المالية والعملات الرقمية والبورصة.
وأرجع خبراء الأسباب التي جعلت المغرب في مقدمة البلدان الأكثر عرضة للقرصنة، إلى غياب الوعي الإلكتروني في صفوف مستخجمي الهواتف الذكية وأجهزة الكومبيوتر، ما يجعلهم في مرمى نيران “الهاكرز”، والمحتالين الباحثين عن معطيات شخصية، أو الراغبين في سرقة الحسابات البنكية.
ويوجه خبراء الأمن المعلوماتي مجموعةً من النصائح إلى مستخدمي الأجهزة الإلكترونية، من أجل تجنب هذه الهجمات، من أهمها الحرص الدائم على تحديث البرامج، وهي الخطوة التي يتفاداها العديد من الناس، بالرغم من كونها من أبرز الطرق التي تساعد على الإبقاء على التطبيقات مرتبطة بالشركات المصنعة لها، التي تعمل بشكل مستمر على سدّ كلّ الثغرات التي قد تظهر مع الوقت.
ويشدد الخبراء، على ضرورة الحذر من كلّ الرسائل البريدية أو تلك التي تصل على الهاتف، والتي تحتوي على روابط، نظرا لأن أي نقر على موقع غير معروف، قد تؤدي لتنزيل برمجيات خبيثة من شأنها اختراق الأجهزة الإلكترونية، منبهين إلى أنه، في كثير من الأحياء يلجأ المحتلون إلى الإيحاء على أن الجهة المرسلة، آمنة، عبر استعمال أيقونات لشركات معروفة.
تعليقات الزوار ( 0 )