منذ انتخاب عبد اللطيف وهبي أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة خلال المؤتمر الوطني الرابع المنعقد في فبراير المنصرم بمدينة الجديدة، وهو يتحسس مقعد الأمانة العامة باحثا لنفسه عن وضعية الجلوس الأكثر راحة بالنسبة إليه، فتجده تارة يتخذ وضعية الكاتب والمحلل المهتم والمتابع لمختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، وتارة أخرى برجل التواصل الذي يتابع ويدقق في الكثير من تفاصيل إعلام حزبه ويحرص على تعزيز علاقاته بأصدقائه القدامى من الصحفيين تحديدا، وتارات أخرى يطل على قيادة وقواعد حزبه بقبعة رجل التنظيم الذي يعتني بالشكليات التنظيمية والإدارية والتي يعي جيدا بخلفيته القانونية، أهميتها في تصريف المواقف السياسية والقرارات التنظيمية.
وبالرغم من حالة الطوارئ الصحية التي منعت الحزب من عقد أول دورة لمجلسه الوطني في عهد عبد اللطيف وهبي، بسبب الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية ومنع جميع التجمعات في إطار التدابير الصحية التي اتخذها المغرب بشكل استباقي للحد من انتشار فيروس كورونا، إلا أن وهبي أوجد لحالة “البلوكاج” التنظيمي التي دخلها الحزب حلا “مؤقتا” يصرف به ومن خلاله مجموع القرارات التي يراها مناسبة لإخراج “الجرار” من العطب التنظيمي الذي يعاني منه بسبب عدم استكمال انتخابه المكتب السياسي ورئاسة المجلس الوطني واللجان المتفرعة عنه.
وهكذا، عين وهبي أعضاء المكتب السياسي بالصفة والذين يرجع إليهم في كل مرة يريد فيها تمرير قرار تنظيمي، مثل ذاك المرتبط بمراجعة وضعية الأمناء العامين الجهويين للحزب وذلك إلى حين انعقاد المؤتمرات الجهوية، والتي من المرجح أنها لن تجد إلى تنظيمها سبيلا إلا بعد انقضاء مسلسل الاستحقاقات المقبلة. كما عين، باقتراح من فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني لولاية ثانية، أعضاء اللجنة الوطنية للقوانين والتحكيم، والذين أحال عليهم مشروع النظام الأساسي للحزب، وذلك قبل نشره للعموم على البوابة الرسمية للحزب.
تعدد انشغالات عبد اللطيف وهبي لم تمنعه من اتخاذ قرارات إدارية لم تكن بدايتها تغيير المسؤول على إعلام الحزب، ولا آخرها الاستغناء عن خدمات حسن التايقي مدير فريق الحزب بمجلس المستشارين وأحد صقور الحزب على عهد حكيم بنشماش وأبرز معارضي تيار “المستقبل” الذي كان يتزعمه وهبي، ليعوضه بأحمد المخشاني الذي وضع وهبي ثقته فيه ليكون مديرا لفريق “البام” بمجلس المستشارين. هذا وأكدت مصادر الموقع أن خبر إعفاء مدير فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب من مهامه لم يكن سوى بالون اختبار، سرعان ما خرج رشيد العبدي رئيس الفريق ببلاغ يُفنِّذ فيه “الإشاعة”.
تعليقات الزوار ( 0 )