شارك المقال
  • تم النسخ

علاقَة المغاربة بِقرارَات السّلطات.. بُعدُ الظّاهِر والمروّجِ له عنْ واقِع التّطِبيق

أظهر الإعلام العمومي  نوعا من التآخي والتقارب بين رجال السلطة والمواطنين، لكن ما كنا نشاهده على الشاشات لم يكن مطابقا بالكامل لواقع الأمر حيث كان يكفي المرور ببعض الأحياء الشعبية حتى يتبين أن الناس تعيش حياتها بشكل يعطي انطباعا وكأننا  ليسنا في حالة طوارئ صحية.

ومن جهة أخرى يلحظ مواطنون أن قرارات السلطات لا تبدو كما يروج لها، حيث أنه وعلى سبيل المثال لا الحصر عند اتخاذ الحكومة لقرار منع الدخول لبعض المدن أو الخروج منها إلا برخصة مسلمة من السلطات المختصة، ظهر أناس يسافرون وينتقلون من تلك لمدن وعبرها (دون مبرر أو رخصة) والكل يتساءل عن جدوى القرار أو واقع تطبيق القرارات.

ثم إن الحفاظ على مغرب السياسة والهوية المغربية جعل المجتمع المغربي يحافظ في داخله أيضا على مفهوم السيبة أي أنه بمجرد انغماسه في منظومة التقليد يعد نفسه غير خاضع للقوانين الحديثة، أو أن ذلك لم يطلب منه قط فلما عاد الشخص إلى عائلته أو مسقط رأسه أو عشيرته، إلا واعتبر بأنه في حل من القوانين الحديثة.

ويلاحظ من سمحت له الفرصة للسفر للخارج مع المغاربة العائدين أو القادمين من الدول الأوروبية حيث يعيشون على حياتهم، سوف يلاحظ أن أغلبهم بمجرد ما تطأ أقدامهم أرض الوطن يسترجعون غريزة النظام، وبمجرد ما تلفظهم البواخر أو تستقبلهم مكاتب الديوانة عند رجوعهم للمغرب يحسون أنهم بين ذويهم ويسترجعون غريزة عدم النظام.

وفي سياق متصل أضحت الازدواجية في المغرب هوية ملازمة لوجوده كدولة وكشعب، قد تُلاحظ بشكل جلي في الممارسات الفردية المعزولة تماما كما قد تلاحظ في الممارسات الجماعية المنظمة للأحزاب والنقابات والمجتمع المدني… وأجهزة الدولة أيضا.

فالمغاربة يجمعون شفويا على احتقار الفساد الإداري والرشوة والزبونية والمحسوبية و خرق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا وغيرها من الأمور، ويشتمون ممارسيها وينتقدونهم، لكنهم في الوقت نفسه،  يلجؤون إلى تبرير الخروقات والوساطات والتوسلات وأشكال المحسوبية لأنفسهم ، وأحيانا يفتخرون بذلك.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي