Share
  • Link copied

عطلة تنتهي بالفوضى: آلاف العائدين من المغرب يواجهون اختناقات غير مسبوقة وشللاً في معبر سبتة الحدودي

شهد معبر باب سبتة، اليوم الأحد، حالة من الفوضى والاختناق الشديدين مع توافد آلاف العائدين من المغرب إلى مدينة سبتة المحتلة، بعد انتهاء عطلة الأسبوع المقدس (Semana Santa)، والتي صادفت أيضا العطلة البيضاء في المدينة.

ووصفت وسائل إعلام إسبانية المشهد بـ”الجحيم”، في إشارة إلى طوابير السيارات والمشاة التي امتدت لساعات طويلة، تجاوزت في بعض الحالات الخمس ساعات من الانتظار.

عطلة تحولت إلى كابوس في المعبر

واختار عدد كبير من الأسر، خصوصًا من مدينة سبتة، قضاء عطلتهم في عدد من المدن المغربية، مستغلين توقف الدراسة وانخفاض درجات الحرارة. إلا أن قرار العودة الجماعية في اليوم نفسه تسبب في حالة من الشلل التام في المعبر الحدودي، حيث اصطفت المركبات في طوابير متواصلة منذ ساعات الليل الأولى وحتى ظهر اليوم.

الازدحام لم يقتصر فقط على السيارات، بل طال أيضًا المشاة الذين اضطروا للانتظار طويلاً في ظل بطء الإجراءات الأمنية والإدارية على الجانب المغربي من الحدود.

بطء في المعالجة وتنديدات شعبية

وعزت مصادر ميدانية هذا الانسداد إلى بطء الإجراءات الإدارية، خاصة على مستوى تدقيق الوثائق ومراقبة المركبات، الأمر الذي أثار حفيظة العابرين الذين طالبوا بتعزيز الموارد البشرية وتحسين البنية التحتية للمعبر لتفادي تكرار مثل هذه الأوضاع.

وقد تم تداول مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر الأوضاع المتوترة والانتقادات التي وجهها المواطنون، سواء من جانب سبتة أو المغرب، بسبب ما وصفوه بـ”غياب التنسيق والنجاعة في التدبير الحدودي”.

توافد بحري لا يقل كثافة

وفي الجانب البحري، سجلت الخطوط البحرية الرابطة بين سبتة والجزيرة الخضراء (قادس) اكتظاظًا مماثلًا، حيث أعلنت سلطات الموانئ عن امتلاء معظم رحلات شركات النقل البحري مثل “FRS” و”Balearia” و”Armas Trasmediterránea”، نتيجة الطلب المرتفع على العودة في ختام العطلة.

ورغم أن أحوال الطقس بقيت مستقرة نسبيًا، إلا أن بعض الرحلات شهدت تأخيرات بسبب الضغط الكبير على الموانئ، ما زاد من تذمر المسافرين الباحثين عن عودة هادئة بعد أيام من الاستجمام.

مشهد يتكرر… وحلول مؤجلة

وهذا المشهد ليس بجديد على المعبر الحدودي لسبتة، إذ يتكرر في كل مناسبة تعرف فيها تنقلات جماعية بين الضفتين. ومع كل موسم عطلات، تتصاعد الأصوات المطالبة بإعادة النظر في طريقة تنظيم المعبر وتحسين ظروف العبور، سواء من حيث البنية التحتية أو الموارد البشرية، لتفادي مثل هذه الأزمات التي تمس بكرامة المسافرين وتؤثر على صورة الجهة المستقبلة.

وفي ظل هذه الأوضاع، تظل مسألة تدبير المعابر الحدودية بين المغرب والثغور المحتلة من أبرز الملفات التي تستدعي معالجة شاملة وتنسيقًا دائمًا، خاصة في ظل تزايد حركة العبور وتداخل المصالح الاجتماعية والاقتصادية بين الضفتين.

Share
  • Link copied
المقال التالي