على الرغم من الطفرة السككية التي يعرفها المغرب، والتي توجهت ببدء تشغيل القطار فائق السرعة سنة 2019، الذي يعتبر الأول من نوعه على المستويين العربي والإفريقي، إلا أن مجموعة من الأقاليم التي تعد من ركائز الاقتصاد الوطني، ومن ضمن الوجهات السياحية التي يفضلها الزوار الأجانب والمغاربة على حدّ سواء، ما تزال خارج خطوط السكك الحديدية.
وتعتبر أقاليم تطوان، شفشاون، والحسيمة، من أبرز المناطق، التي على الرغم من رواجها السياحي الكبير، إلا أنها لا تتوفر على خطوط سكك حديدية، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين، في أكثر من مناسبة، إلى المطالبة بربط هذه المدن بالقطار، لما لذلك من دور كبير في فك العزلة عنها، في ظل وعورة أغلب الطرق المؤدية لها.
في سياق متّصل، أثار حزب التقدم والاشتراكية، موضوع السكك الحديدية وضرورة ربطها بأقاليم مثل تطوان وشفشاون، داخل القبة التشريعية، بعدما توجه رئيس فريق “الكتاب”، بمجلس النواب، بسؤال كتابي إلى وزير التجهيز والماء، نزار بركة، بخصوص موضوع “مد الشبكة الوطنية للسكك الحديدية إلى مدينة تطوان”.
وقال حموني، إن القطار فائق السرعة “البراق”، الذي يربط بين مدينتي الدار البيضاء وطنجة، مرورا بالعاصمة الرباط، يعد الأول من نوعه إفريقيا وعربيا، ويعتبر من “بين الآليات الفعلية للتنمية المستدامة بالجهة، الشيء الذي عزز النمو بشمال المملكة، كما ساعد على جذب الاستثمارات إلى هذه المنطقة”.
وفي مقابل ذلك، يضيف النائب البرلماني: “لايزال إقليم تطوان معزولا عن الطفرة السككية النوعية التي تعرفها بلادنا، وهو ما يحرمه من مواكبة مسلسل التنمية بالمملكة، بالرغم من التموقع القوي للمنطقة في سلسلة الإنتاج العالمية من خلال عدد من الصناعات، علاوة على الجاذبية السياحية التي يزخر بها محور تطوان الفنيدق”.
واعتبر أن “تنمية وتطوير الشبكة السككية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وإيصالها إلى إقليمي تطوان وشفشاون، سيساهم، من دون شك، في خلق بنية تحتية قوية لتشجيع التصدير والرفع من القيمة المضافة للأنشطة الاقتصادية، وإحداث فرص الشغل بمعدل مرتفع يستجيب لتطلعات الشباب وعموم الساكنة جهويا ووطنيا”.
وعلى هذا الأساس، ساءل رئيس فريق التقدم والاشتراكية، وزير التجهيز والماء، عن استراتيجيته من أجل “تعميم النقل السككي على مدن الأقاليم الشمالية، وعن الإجراءات والتدابير التي ستتخذونها لإحداث خط سككي يربط بين مدينتي طنجة وتطوان، تجاوبا مع تطلعات وآمال الساكنة في هذا الصدد؟”، وفق حموني.
تعليقات الزوار ( 0 )