شارك المقال
  • تم النسخ

عدم إلغاء العيد.. هل يساهم في إنعاش السوق الوطني أم يخفض أسهم اقتصاده؟

بعد اتخاذ الدولة المغربية قرار عدم الغاء عيد الأضحى في ظل تفشي فيروس كورونا، والتزام السلطات العمومية بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية والاستباقية لمواكبة الحالة الصحية للمواشي وحماية المستهلك من إصابات محتملة بالفيروس، هل هذا الرهان يساهم في إنعاش السوق الوطني أم يخفض من أسهم اقتصاده؟

ولعل رهان الدولة المغربية على عدم إلغاء عيد الأضحى من شأنه أن يساهم في انتعاش السوق الوطني، كون هذه الفترة تتزامن مع بروز مهن موسمية ترتبط بعيد الأضحى الذي يساهم في الحفاظ على فرص الشغل المحدثة بهذه المناسبة، إلى جانب تعبئة مصالح الدولة لمواصلة التحضيرات الضرورية لضمان تنفيذ التدابير اللازمة والامتثال للشروط الصحية الضرورية.

وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية لا شك أن مجموعة من التجار المختصين في بيع المواشي قبل عيد الأضحى بشهرين تقريبا قد سجلوا انخفاضا كبيرا في نسبة التسويق، كما سجلوا انخفاض في سعر الأضاحي المعدة للبيع.

ورغم نشاط حركة المواطنين داخل الأسواق، إلا أن التجار يشكون من قلة الإقبال على الشراء بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع حركة الأسواق، مقارنة بالأعوام السابقة التي تسببت فيها أزمة “كورونا”.

في تصريح لجريدة “بناصا” يقول الحاج عبد الرحيم (65سنة) بائع مستلزمات عيد الأضحى بإحدى الأسواق الشعبية أن تخوف المواطنين من ارتياد الأسواق خشية انتقال العدوى إليهم هو من تسبب في شل الحركة المعتادة.

وفي سيدي حجاج ضواحي تيط مليل، لم يستطع “سعيد” الخروج إلى الأسواق لعرض بضاعته للتجار والزبائن من المواطنين، الذين يبحثون عن ذبيحة عيد الأضحى، حيث أغلق مزرعته على بضاعته واعتمد في حركة البيع على المعارف.

يقول “سعيد” أحد تجار المواشي والأغنام لـ«بناصا»: “اعتمدنا هذا العام على الزبون القديم، وهو من اعتاد على الشراء منا ويثق في منتجاتنا، حيث إن هذا العام عامًا استثنائيا بسبب انتشار فيروس كورونا، والإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد منه.

وأضاف: “الحال هذا العام لا يمكن مقارنته بوقت آخر، أو بعام آخر، لم يعد هناك زبون جديد، ولا يوجد عرض وطلب، وأصبح المتواجد في السوق قليل، ومن يمتلك من التجار رؤوس الماشية يتحكم في السعر بسبب قلة المعروض، فالكثير عزف عن البيع هذا العام بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد”.

وفي هذا الصدد، أكد الطيب أعيس الخبير المالي والاقتصادي أن رهان الدولة المغربية بعد إلغاء عيد الأضحى لن يؤثر سلبا على اقتصاد البلد، بل يساهم في تنمية وإنعاش السوق الوطني.

وأوضح أعيس في حديثه لجريدة “بناصا” أن هذا القرار من شأنه أن ينعش النشاط الاقتصادي في العالم القروي والمهن الموسمية المدرجة ضمن خانة القطاع الغير المهيكل التي تشهد ازدهارا بمناسبة عيد الأضحى.

وشدد أعيس على أن التجار والفلاحين المعنيين يجب أن يلجو للأسواق مع الالتزام بجميع الإجراءات والتدابير الإحترازية التي اتخذتها السلطات العمومية لمواكبة الحالة الصحية للمواشي، مؤكدا أنه يجب على الجميع التعايش مع الوباء كباقي دول العالم التي تعطي أهمية كبيرة للأعياد من أجل تنمية اقتصادها الوطني.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي