شارك المقال
  • تم النسخ

عادل الزعري.. أوَّلُ خطّاط مغربيّ يُنجز كُرّاسَة في “الخطّ المغربيّ المبسُوط”

كرّس الخطّاط ومصمم الكرافيك المغربي عادل الزعري، قلمه الفريد في كتابة آيات الذكر الحكيم بشتى أنواع الخط العربي بجمالية قلّ نظيرها، ومن أجل ذلك افترع أوّل كراسة خاصة بالخط المغربي المبسوط التي صدرت حديثا عن دار النشر والتوزيع بوابة الكتاب بدولة الإمارات العربية.

وفي هذا الصدد، قال عادل الزعري، إنّ فكرة إنجاز الكراسة جاءت بناء على طلب بعض المهتمين، إضافة للخصاص الكبير الذي يشهده هذا المجال، حيث لا توجد كراسة خاصة بخط واحد ومركزة بهذا الشكل من حيث القواعد وتشريح الحروف وبعض التوضيحات وغيرها من الأمور التي تمت إضافتها لأول مرة.

وأوضح الخطاط المغربي البالغ من العمر 26 سنة، أنّ إنجاز الكراسة استغرقت تقريبا ثلاثة أشهر، أي بعمل أربع ساعات يوميا، مُشيراً إلى أنه وبعد تواصله مع دار النشر، قام ببعض التعديلات لتوسيع دائرة الانتشار كي يستفيد منها المبتدئين أيضا.

ويروي الزعري، في حديث مع “بناصا”، أنّ من مميزات هذه الكراسة المكونة من 64 صفحة، أنها تمت طباعتها بجودة عالية وفاخرة، وهي موجهة للمبتدئين وأيضا للمستويات المتقدمة، حيث تمت إضافة مجموعة من الأمور لتساعد المتلقي  في التعرف على الخط المبسوط أكثر.

وتُقدم الكراسة، تعريف مختصر حول الخط المبسوط، مصطلحات وأسماء الحروف، تجزيء الحروف بالألوان كيفية بري القلم، وطريقة  كتابة الحروف باالأسهم، وتوليد الحروف وتمييز القواسم المشتركة، وتم وضع المركبات في صفحتين مع أزيد من 30 إحتمالا، بالإضافة لبعض الأمشاق ولوحات بالمبسوط.

وبخصوص طباعة الكراسة بدولة الإمارات، أكدّ المتحدث ذاته، قائلا: “عندما أنجزت الكراسة في بداية 2018 لم تكن لدي فكرة طباعتها في دولة أخرى، لقد تواصلت مع أكثر من 20 دار نشر بالمغرب وقمت حينها بطباعة نسخة تجريبية وذهبت لبعض دور النشر وعرضت الكراسة على مديريها شخصيا، لكن دون جدوى، تم رفضها “من الناحية التجارية” بحجة قلة المهتمين بها للأسف”.

وشدّد الخطّاط المغربي، على أنه حين نشره بعض الصور على حسابه الرسمي بـ”الفيسبوك” كإعلان عن إنجاز كراسة خاصة بالمسبوط، توّصل بعدد من الطلبات من عدة دور نشر من خارج المغرب، نظير مصر، لبنان، السعودية، إلى أن تم الاتفاق بين دار النشر والتوزيع بوابة الكتاب بالإمارات.

من جانب آخر، يرى الخطاط المغربي أنّ الخط المغربي له مرونة وطواعية تخول له التميز والتفرد بين الخطوط بتعدد أنواعه وأساليبه، لدرجة أن بعض الخطاطين المشارقة تعرفوا على الخط المغربي وأنجزوا به لوحات وشاركوا بها في معارض ومسابقات دولية.

وفي جوابه على سؤال المعاهد أو الأكاديميات التي تهتم بالخط وتضمن استمراريته لباقي الأجيال، أكد الزعري أن هناك مدارس ومراكز خاصة بتدريس الخط العربي رغم قلتها، مثل أكاديمية الفنون بالدارالبيضاء التقليدية التي دشنها الملك محمد السادس سنة 2012 وحرص على أن تكون فيها شعبة الخط العربي.

وأضاف الخطاط المغربي، أنّ هناك أيضا مدرسة الصهريج بفاس تم تخصيصها لتدريس فن الخط العربي، بالاضافة للعديد من المراكز في مختلف المدن التي تدرس الخط العربي لجميع الفئات العمرية.

وأشار المصدر ذاته، في حديثة مع “بناصا”، أنّ التكنولوجيا، ساهمت بشكل كبير في نشر هذا الفن للعموم، وساعدت في إنجاز الأعمال الفنية من حيث تقليل الجهد وجودة العمل وربح الوقت ألى غيرها من الأمور.

لكن بالنسبة للبرامج الحاسوبية مثل الفوتوشوب أو بعض التطبيقات مهما تطورت وتقدم الذكاء الاصطناعي فيها لن تصل لمستوى الكتابة اليدوية والنتيجة تكون مختلفة تماما وتخلو من روح الابداع، والعمل يكون شبه جامد “أقول هذا الكلام بصفتي مصمم غرافيك وليس خطاط”.

ولعشاق الخط العربي، ينصح الزعري، أنْ يبدأ المرء بخط واحد أو خطين في البداية حتى يتمكن منهم و يكتسب مهارة في الكتابة ثم ينتقل لخط آخر، مؤكدا أنه في البداية يجب البحث عن تاريخ الخطوط وأنواعها ومراحل تطورها والتعرف على الخطاطين القدامى والمعاصرين.

كما ينصح أيضا، بالتأمل في لوحات الخط العربي في مختلف الخطوط، التي ستفيد المتعلم في إدراك العديد من الأمور، وبعد ذلك ينتقل لمرحلة التمرين، يبدأ بالحروف المفردة (الالف، الباء، الجيم)، ثم المركبات يعني الباء مع الألف، مع الجيم، مع الراء، ثم كتابة الكلمات، ثم كتابة سطر، أو إنجاز لوحة في نفس الخط الذي تمرن عليه.

وعلى صعيد آخر، يرى عادل الزعري، أنّ الخطاط، يمكن أن يعيش من فنه، لكن في المغرب صعب جدا، حيث لا يوجد اهتمام كافي بهذا المجال سواء من الجهات المسؤولة أو العوام، بالإضافة لعدم وجود فرص الشغل أو معارض لاقتناء الأعمال الخطية.

يشار إلى أنّ عادل الزعري، هو خريج أكاديمية الفنون التقليدية بالدارالبيضاء ـ المغرب، والفائز بالجائزة الأولى ” للتفوق” في مسابقة محمد السادس لفن الخط المغربي، كما شارك في العديد من المعارض والمسابقات الوطنية والدولية.

ودرَّس الزعري الخط العربي بالعديد من المراكز والمدارس الخصوصية، وأسس أول قناة لتعليم الخط المغربي على اليوتوب لـ”عشاق الخط المغربي”، كما اشتغل مصمم غرافيك في العديد من الشركات لصناعة الإشهار والتسويق الإلكتروني.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي