تستعد المملكة المغربية وجارتها الإسبانية لإطلاق النسخة الجديدة من “عملية مرحبًا 2025” المعروفة في الإعلام الإسباني باسم Operación Paso del Estrecho، عبر سلسلة اجتماعات تنطلق يومي 6 و7 مايو بمدينة طنجة، وفق ما كشفت عنه الصحافة الإسبانية.
ويهدف اللقاء الثنائي إلى التنسيق اللوجستي والأمني لضمان انسيابية عبور ملايين المسافرين، معظمهم من الجالية المغربية المقيمة في أوروبا، عبر المضيق خلال فترة الصيف، حيث تشير التقديرات إلى ارتفاع متوقع بنسبة 4% في عدد المسافرين مقارنة بالسنة الماضية.
الاجتماعات ستركز على تدبير العبور من وإلى موانئ رئيسية تشمل ميناء طنجة المتوسط، وميناء طنجة المدينة، إلى جانب موانئ الجنوب الإسباني كميناءي الجزيرة الخضراء وطريفة، فضلاً عن الميناء المحتل بمدينة سبتة.
وتتضمن الخطة المشتركة تعزيز الموارد البشرية والتقنية، وتفعيل بروتوكولات طوارئ للتعامل مع أي ازدحام مروري، أو حالات صحية طارئة، إلى جانب تحسين خدمات الاستقبال والمواكبة الاجتماعية والصحية.
وتُعد “عملية مرحبًا” من بين أكبر عمليات العبور الموسمية في العالم، وتشكل نموذجًا فريدًا في التنسيق بين بلدين يفصل بينهما مضيق لا يتجاوز عرضه 14 كيلومترًا، لكنه يشهد مرور أكثر من 3 ملايين مسافر كل صيف.
المغرب، الذي يعوّل على هذه العملية لربط جاليته بالوطن وتعزيز الروابط الأسرية والاقتصادية، يتعامل مع هذا الملف باعتباره أولوية وطنية ذات طابع استراتيجي، في حين ترى فيه إسبانيا تحديًا لوجستيًا وأمنيًا معقدًا يتطلب استباقًا وتخطيطًا دقيقًا.
وتأتي هذه الاجتماعات في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد فترة من الاستقرار النسبي، بعد تجاوز أزمة الاعتراف بمغربية الصحراء سنة 2022.
كما يندرج التعاون في هذه العملية ضمن المقاربة المغربية الأوروبية لتأمين العبور وحسن الاستقبال، دون إغفال التحديات الأمنية المرتبطة بالهجرة غير النظامية ومحاولات التسلل عبر الموانئ.
وبين الاستعدادات الفنية والتحديات الجيوسياسية، يواصل المغرب وإسبانيا رسم معالم شراكة موسمية راسخة، تتجدد كل صيف مع عبور الحالمين بلقاء الوطن.
تعليقات الزوار ( 0 )