عرفت الرئاسة المغربية لجمعية هيئات ضبط الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط “ميدريڴ” (MEDREG) أحد أبرز لحظاتها يومي 14 و15 يونيو الجاري في اليونان، من خلال تنظيم الحدث السنوي لهيئات ضبط الطاقة في المنطقة.
وحسب بلاغ للهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، فقد عرفت الورشة الثالثة للرؤساء والجمع العام الـ 35 لجمعية “ميدريڴ”، على امتداد يومين متتاليين في رودس، تبادل الآراء بشكل كثيف ومتنوع، حول تحديات مستقبل الطاقة في بلدان البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن شعار هذا الاجتماع الاستراتيجي ذي المحتوى الفكري العالي تمثل في “دور الضبط المنسق في تعزيز الانتقال الطاقي في المنطقة المتوسطية”.
وأوضح أن هذا الحدث جمع هيئات ضبط الطاقة وصانعي القرار على أعلى المستويات والخبراء لمناقشة المستجدات والتطورات الأخيرة والتحديات المتعلقة بإحداث سوق طاقة متوسطية كاملة الوظائف وقابلة للتشغيل المشترك، مشيرا إلى أنه في هذا السياق، برزت نقط مهمة، لا سيما القدرة المتزايدة للهيدروجين الأخضر والأهمية الأساسية لتعزيز استقلالية الجهات التنظيمية لتحقيق مهامها الاستراتيجية.
ونقل البلاغ عن رئيس جمعية هيئات ضبط الطاقة “ميدريڴ”، ورئيس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، عبد اللطيف برضاش، قوله إن “سوق الطاقة المتوسطية لديه القدرة على جذب المزيد من الاستثمارات من جميع أنحاء العالم، نظرًا لعدة خصائص نذكر منها نطاقه وتمكينه للربط. بالإضافة إلى ذلك، تزخر منطقتنا بإمكانات هائلة في مجال الطاقات المتجددة والطاقات الجديدة، لا سيما الهيدروجين الأخضر”، مبرزا أنه “في هذا السياق، يمكن فقط لهيئة ضبط الطاقة المستقلة أن تضمن الشفافية والحيادية اللازمتين لاستغلال هذه الفرصة الثمينة لمنطقتنا”.
وبحسب المصدر ذاته، فإنه ” لا يخفى أن الهيدروجين الأخضر يمتلك إمكانات هائلة للمساهمة في الانتقال الطاقي في الوقت الذي تكاد تصل فيه التكنولوجيا إلى النضج”، مؤكدا أنه “تماشياً مع الرؤية المتقدمة التي وضعها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التي جعلت تفعيل سلسلة الهيدروجين الأخضر أولوية، تؤكد الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء قيادتها من خلال ترؤس “فريق العمل” المحدث في جمعية هيئات ضبط الطاقة “ميدريڴ” في هذا الشأن”.
وفي هذا السياق، قدمت الهيئة تحليلاً للتحديات والآفاق الواعدة المتعلقة بسلسلة الهيدروجين الأخضر. وقد لاقت مداخلة الهيئة اهتماما وتفاعلا من طرف المشاركين، حيث شكلت نقطة التقاء حول الحاجة الملحة لإقرار قواعد وتنظيمات ملائمة ولتحفيز طلب الهيدروجين الأخضر ولتشجيع إنتاجه.
من جانبها، أكدت ممثلة المفوضية الأوروبية، ميلو بيربوت، على أهمية استقلالية جمعية هيئات ضبط الطاقة “ميدريڴ” على غرار هيئات الضبط الأعضاء، حيث صرحت: “تؤكد المفوضية الأوروبية التزامها بجعل الطاقة في قلب شراكتها مع الدول المجاورة في الجنوب وتسعى لزيادة الفرص المتزايدة ذات الاهتمام المشترك في المجال، والتي تؤثر بشكل إيجابي وملموس على الشعوب المعنية (…) فمن الضروري تعزيز بيئة الأعمال من خلال إطار تنظيمي شامل يتيح جذب مصادر تمويل جديدة. وفي هذا الصدد، نعتمد على دور وخبرة جمعية هيئات ضبط الطاقة “ميدريڴ” في منطقتنا المتوسطية”.
وخلص البلاغ إلى أن فعاليات هذا الحدث عالي المستوى اختتمت بانضمام لجنة ضبط خدمات الطاقة والماء في جمهورية مقدونيا الشمالية، ليرتفع عدد الأعضاء في هذه المؤسسة متعددة الأطراف التي ترأسها هيئة الضبط للمملكة المغربية إلى ثمانية وعشرين عضوًا.
تعليقات الزوار ( 0 )