قبل أقل من ثلاثة أشهر على موعد الانتخابات، تواصل الخلافات الداخلية للأحزاب الخروج إلى العلن، آخرها كانت حالة الشدّ والجذب التي عرفتها مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، تضم أعضاء من الحركة الشعبية، بعد الأنباء التي تحدثت عن تحصل وزير التعليم سعيد أمزازي، على الجنسية الإسبانية.
وبالرغم من نفي أمزازي لهذا الأمر، إلا أن العديد من أعضاء الحركة الشعبية تناقلوا الخبر في المجموعات التي يتواجد بها أتباع “السنبلة”، وهو ما اعتبره البعض، مؤشراً واضحاً على المشاكل الداخلية التي يعانيها الحزب قبل الانتخابات المقبلة، وسط ما سمي بـ”موجة الهجرة الجماعية” التي تعرفها فروعه في عدد من جهات البلاد.
وكشفت مصادر متطابقة أن الوزير أمزازي، الذي يرتدي حاليا اللون الحركي، قد يغيره قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، حيث أوضحت أن هناك العديد من المؤشرات التي ترجح اقترابه من حزب الاستقلال، وذلك بغرض الاستمرار في الحكومة، إما عبر البقاء وزيراً للتربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي لولاية أخرى، أو الحصول على حقيبة جديدة.
وفي سياق الخلافات الداخلية، أوضح المصدر أن العديد من أعضاء الحركة الشعبية الذين كانوا قد التحقوا بالحزب بعد انتخابات 2016، غادروا، أو يستعدون للمغادرة، وذلك لعدة أسباب تأتي “التزكية” على رأسها، وهو ما أسفر عن انشقاق داخل “السنبلة”، بعدما أعلن عدد من الرّاحلين تأسيس حزب جديد تحت مسمى “حزب اتحاد الحركات الشعبية”.
وأرجع عز الدين التويمي، وهو عضو سابق بالمكتب السياسي للحركة الشعبية، وأحد بين مؤسسي الحزب الجديد، سبب الانشقاق إلى إقصاء محند العنصر لعدد من أعضاء الحزب خلال فعاليات المؤتمر الأخير، مضيفاً، وفق ما صرّح به لوسائل الإعلام، أن “اتحاد الحركات الشعبية”، يضم مجموعةً من الغاضبين من سياسات العنصر في تدبير الشأن الداخلي لـ”السنبلة”.
ويعيش حزب الحركة الشعبية وضعاً يصفه أعضاءً بـ”الصعب”، ومن شأنه أن ينعكس سلباً على نتائجه في الاستحقاقات البرلمانية والجماعية والجهوية المقبلة، وهي المخاوف التي دفعت امحند العنصر، إلى السعي للتوجه للمحكمة الإدارية لإبطال تأسيس الحزب الجديد، مطالباً وزارة الداخلية بسحب ترخيصها لـ”اتحاد الحركات الشعبية”.
ويخشى العنصر أيضا، أن يفقد حزب “السنبلة” ذراعه النقابي اتحاد النقابات الشعبية، باعتبار أن التويمي، هو كاتبه العام، يحث من المرتقب أن يحسم المؤتمر المقبل مصيرها، إما عبر استمرار تبعيتها للحركة الشعبية، أو تحولها إلى طيف سياسي جديد، وسط مؤشرات ترجح أن أعضاء النقابة، يتجهون لاختيار اتحاد الحركات الشعبية، ليكون الحاضنة الحزبية لهم بدلاً من الحركة الشعبية.
تعليقات الزوار ( 0 )