شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة بريطانية: إيران تخلت عن فلسطين واستمرار الحرب يخدم مصالحها لتحويل المخاطر إلى فرص

قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بعد أربعة أسابيع من الصمت، بدا فيه الرجل وكأنه محارب، لكنه لم يعلن الحرب، حيث شعر العديد من الفلسطينيين بالخيانة، ليس بسبب الرغبة في المزيد من الصراع، ولكن بسبب اليأس من الحصول على بعض الدعم وسط القصف الإسرائيلي المدمر لغزة.

وأوضحت الصحيفة في تقرير لها، يوم أمس (الثلاثاء) أن خطاب نصر الله كان بمثابة مناورة افتتاحية في مفاوضات طهران مع الولايات المتحدة بشأن مكانتها المستقبلية في المنطقة، في منعطف حرج ليس فقط بالنسبة للشرق الأوسط ولكن بالنسبة للجمهورية الإسلامية، حيث أشار إلى أمريكا بقدر ما ذكر إسرائيل.

وتتمثل الأولويات القصوى لطهران في استقرار النظام، وسط ضغوط سياسية واقتصادية محلية، وحماية أكبر عدد ممكن من أصولها الإقليمية، وضمان خلافة سلسة للمرشد الأعلى علي خامنئي البالغ من العمر 84 عامًا عندما يحين الوقت.

وأمضت إيران السنوات الـ 44 الماضية في استخدام القضية الفلسطينية لتعزيز مصالحها الخاصة وتعزيز مكانتها مع العرب، فهي تعد بتحرير القدس باستخدام وكلاء لمهاجمة إسرائيل بعيدًا عن حدودها، وتهدد أمريكا وتلعب بشكل عام دورًا تخريبيًا.

ووفقا للتقرير ذاته، فإنه من الواضح أن العنصر الفلسطيني في هذه الاستراتيجية قد بلغ نهايته بعد أن أدى توغل حماس في إسرائيل في السابع من أكتوبر إلى جلب الغضب الانتقامي على غزة فحسب، بل وأيضاً الحشد العسكري الأميركي الأضخم في المنطقة منذ سنوات عديدة.

وسواء علمت إيران بخطط حماس أم لا، فيبدو أنها لم تتوقع حجم العملية ورد الفعل العنيف، وفجأة، بدأت طهران تنظر إلى الاحتمال الحقيقي للغاية لحدوث مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويبدو أنها فصلت بهدوء مصالحها عن مصالح الفلسطينيين.

وخلال العام الماضي، تحدث كل من نصر الله ورئيس فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاآني، عن تنسيق وكلاء إيران وتوحيد الجبهات ضد إسرائيل، لكن نصر الله قال في خطابه أكد أن عملية حماس كانت “نتيجة قرار فلسطيني مئة بالمئة”.

وفي الشهر الماضي اشتكى خالد مشعل، أحد كبار مسؤولي حماس، من أن الحركة كانت تتوقع المزيد من الدعم من حزب الله، ولكن عندما تحدث، أوضح نصر الله أن سلاح الفرسان لن يأتي.

وتنظر إيران إلى لبنان كقاعدة دفاع أمامية، في حين يعتبر حزب الله خط دفاع رئيسي في حال تعرض النظام لتهديد مباشر، ولا يمكنها التضحية بهذا الأصل من أجل الفلسطينيين.

وبدلاً من ذلك، ستقوم طهران بمضايقة أمريكا بشكل متزايد في سوريا والعراق، بينما سيفعل حزب الله ما يكفي من جنوب لبنان لإظهار أنه يساعد حماس، وقد قُتل حتى الآن 61 من مقاتلي حزب الله، وهو رقم كبير أحدث صدمة في قاعدتهم، نظراً للحرب المنخفضة الحدة على الحدود.

وقد فسر نصر الله ذلك من خلال الزعم بأن تكتيكات حزب الله تجعل ثلث جيش إسرائيل مشغولاً على حدودها الشمالية.

وحذر نصر الله من إمكانية التصعيد إذا لم تتوقف الحرب على غزة أو إذا تجاوزت إسرائيل قواعد الاشتباك مع حزب الله، ويدرك نصر الله إيقاع الحرب جيداً، وهو يعلم أنه لم يسبق لأي إدارة أمريكية أن دعت إسرائيل إلى وقف إطلاق النار في غضون أيام أو حتى أسبوعين من اندلاع الصراع.

وبحسب الصحيفة، فقد اختار التحدث بعد أربعة أسابيع ومقتل أكثر من 9000 فلسطيني، وتزامن تحذيره مع أول دعوة للرئيس جو بايدن إلى “وقفات تكتيكية”/ ويبدو الآن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق ضمنياً على مثل هذه الوقفات.

وأشار التقرير إلى أن هناك الآن حربان تتطوران بالتوازي: الحرب المباشرة بين حماس وإسرائيل، والحرب غير المباشرة التي تشنها طهران، وهذا يعني أيضاً مسارات دبلوماسية متوازية: الأول هو المهمة العاجلة العاجلة المتمثلة في حماية المدنيين الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، وجلب المساعدات إلى غزة، والتوصل إلى وقف إطلاق النار.

وأعاد بايدن عملية السلام وحل الدولتين إلى جدول الأعمال مرة أخرى، ولكن كلما طال أمد الهجوم الإسرائيلي على غزة، حتى مع فترات توقف مؤقتة، كلما أصبح من الصعب على العرب المشاركة وعلى المملكة العربية السعودية إنقاذ جهود التطبيع.

وخلص التقرير إلى أن إيران تستفيد أيضاً من استمرار الحرب، ربما تكون في موقف حرج الآن، لكنها ماهرة في تحويل لحظات الخطر إلى فرصة، وفي نهاية هذا الأسبوع، سيتحدث نصر الله مرة أخرى بينما سيقوم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بزيارته الأولى إلى الرياض لحضور قمة المنظمة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي