شارك المقال
  • تم النسخ

صحيفة: بايدن سيغير الخطاب.. لكنه لن يغير المسار بشأن الصحراء المغربية

أكد تقرير لشبكة “تي آر تي وورلد” أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن سيخاطر بعزل المغرب، الحليف الموثوق به، إذا ما عكس اتفاق إدارة ترامب.

وأوضح التقرير الذي نشرته “تي آر تي وورلد” أمس (الثلاثاء)، أنه خلال جلسة التثبيت أمام مجلس الشيوخ الأمريكي ، سُئل وزير الدفاع المعين حديثًا عن رأيه في “الصحراء الغربية”، فأجاب وزير الخارجية الجنرال لويد أوستن، بأن “هذه مسألة أود بالتأكيد إلقاء نظرة فاحصة عليها قبل أن أقدم لك إجابة مفصلة.”

وأضاف التقرير، أن اعتراف واشنطن بالسيادة الكاملة على الأقاليم الجنوبية، كان أحد التغييرات العديدة المهمة في السياسة الخارجية التي أعلنها الرئيس السابق دونالد ترامب قبل وقت قصير من رحيله، ومساعيه لإعادة استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية.

وتابع المصدر ذاته، أن الإجراءات السريعة التي أعقبت استئناف العلاقات، التي تمثلت في أول رحلة مباشرة بين إسرائيل والمغرب وزيارة كبار الدبلوماسيين الأمريكيين إلى الداخلة استعدادًا لقنصلية أمريكية – توقفت بعد تنصيب الرئيس بايدن.

وشددت الصحيفة على أن ملاحظات الوزير أوستن، لا تقدم أي تلميحات حول الكيفية التي تخطط بها إدارة بايدن للمضي قدمًا، ويبدو أنها تشير إلى أن القضية بعيدة عن قمة قائمة الأولويات.

وفي غضون ذلك، أثار صمت إدارة بايدن حول هذا الأمر مخاوف المغرب: فبحسب بعض المصادر، تنتظر المملكة المغربية افتتاح كل من القنصلية الأمريكية في الصحراء المغربية، ومكاتب الارتباط الإسرائيلية قبل اتخاذ أي قرارات أخرى بشأن العلاقات المغربية الإسرائيلية المستقبلية.

وأبرزت الصحيفة، أن جبهة البوليساريو الإنفصالية تحاول من جديد استفزاز المغرب عبر بعض “القصفات” على الحدود بين المغرب وموريتانيا، وأن توقيت هذا الحدث ليس صدفة، وإنما هي محاولة من الجبهة لتوضيح معارضتها لتغيير سياسة واشنطن.

ومع ذلك، تضيف الصحيفة، أنه على الرغم من صمت الرئيس بايدن حتى الآن، وكذلك وعد إدارته بـ”العودة إلى الحياة الطبيعية” من عهد ترامب، فمن غير المرجح أن يعكس بايدن المسار بشأن هذه القضية.

وأكدت، أن واشنطن تعتبر الرباط حليفًا موثوقًا به، بمستويات مختلفة من المشاركة في تعزيز مصالحها الإقليمية، وأنه ليس من مصلحة بايدن التراجع عن اعتراف الولايات المتحدة بمطالب المغرب وخسارة مصلحة الرباط.

وقالت الصحيفة، إنه رغم أن إعلان ترامب بشأن الصحراء كان مفاجئا، إلا أن المفاوضات بين الأطراف الإسرائيلية والمغربية والأمريكية كانت لمدة سنوات، حيث بدأت واشنطن في تغيير موقفها من الصحراء لصالح الرباط قبل فترة طويلة من إدارة ترامب.

وهناك بعض الخلاف حول الوقت الذي تحولت فيه واشنطن بالضبط من دعم الحياد الإيجابي ووقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، إلى الضغط من أجل صياغة قرارات مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء لإعطاء الأولوية للمفاوضات الدبلوماسية.

وأوضح المصدر ذاته، أن واشنطن مهدت بثبات الطريق لحل النزاع غير القائم على الاستفتاء، وأن إدارة بايدن ستتخذ قراراتها ليس بناءً على العفوية المتصورة لتغريدات ترامب، بل على علاقة واشنطن طويلة الأمد مع الرباط والتحول السياسي الذي كان جاريا منذ عقود.

وتواجه إدارة بايدن الآن وضعاً يرتبط فيه موقفها من الصحراء المغربية مباشرة بعلاقتها مع إسرائيل، في نوع من المقايضة الدبلوماسية، أي أن أي تراجع من جانب واشنطن سيؤثر سلبًا على أقرب حليف لها في المنطقة، وإذا فشلت الولايات المتحدة في بناء قنصلية في الداخلة، فإن الرباط لن تستمر في اتفاقيات إسرائيل.

وأبرزت الصحيفة، أن أي عقبة رئيسية في قدرتها على أن تؤتي ثمارها سوف ينظر إليها بشكل سلبي من قبل الحكومة الإسرائيلية واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، ومع مرور أقل من شهر على إدارة بايدن، فإنها لا تريد إعادة بناء شروط العلاقة المغربية الإسرائيلية المعقدة من الصفر.

وعلاوة على ذلك، أعرب المستشار الأمني ​​للرئيس بايدن جيك سوليفان مؤخرًا عن أن الولايات المتحدة تأمل في البناء على “نجاح” اتفاقيات أبراهام هذه في جهود السياسة المستقبلية، ولذلك، ستشعر إدارة بايدن بالحافز للوفاء بالتزاماتها ضمن الاتفاقيات الحالية من أجل ضمان شرعيتها في المستقبل.

كما أن الرئيس بايدن كان صريحًا أيضًا بشأن إعادة الالتزام بالمؤسسات الدولية، بينما ستكون هناك جهات فاعلة داخل الأمم المتحدة ستنتقد موقف واشنطن، ومن الصعب تصور سيناريو يكون فيه هذا الضغط كافياً للتأثير على السياسة الأمريكية.

ورجحت الصحيفة، أنه يمكننا أن نتوقع رؤية تحول في لهجة خطاب الإدارة الجديدة بشأن قضية الصحراء، ومع ذلك، يجب تحليل إعادة إدخال اللغة الدبلوماسية جنبًا إلى جنب مع إجراءات الإدارة.

وخلص المصدر ذاته، إلى أنه من غير المرجح أن يعكس بايدن المسار بشأن قضية الصحراء المغربية، وأن هناك بالتأكيد عوامل غير محددة قد تؤثر على مستقبل هذه السياسة. وأن التصعيد الأخير من الجبهة هو تذكير مؤثر بأن وقف إطلاق النار التابع للأمم المتحدة لم يعد ينطبق بالكامل على النزاع.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي