نشرت صحيفة “كتالونيا بريس” الإسبانية، يومه (الخميس) مقالا أوردت من خلاله أن وسائل إعلام مغربية عدة، تتوقع أن يكون المغرب قد توصل إلى مبدأ الاتفاق مع الولايات المتحدة لفتح قاعدة عسكرية في الصحراء المغربية، وأن ذلك سيعني نقل القاعدة الأمريكية في “روتا” بفضل التقارب الحالي بين واشنطن والرباط.
وأكدت الصحيفة، أن هذه الأنباء أثارت انزعاج الحكومة الإسبانية، حيث أن تجديد الاتفاق الثنائي الحالي ينتظر وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، وما يلي ذلك من تعيين سفيره الجديد في إسبانيا. وأن قاعدة “روتا” استراتيجية بشكل كبير للحكومة، نظرا لجانبها العسكري ولآلاف الوظائف التي تولدها في خليج قادس.
وأضاف المنبر الإعلامي، أن إغلاق “روتا” يعني فقدان الوزن الجيوسياسي في إسبانيا كنقطة رئيسية للدفاع عن القارة والبحر الأبيض المتوسط، فضلاً عن الانتقاص من وزن إسبانيا داخل حلف شمال الأطلسي.
وتابع المصدر ذاته، أنه إذا تم إضفاء الطابع الرسمي على سفن الجيش الأمريكي، فيمكنها التوقف قبل دخول البحر الأبيض المتوسط والخروج منه، والسيطرة على المضيق، وإجبار إسبانيا على تقديم تنازلات إقليمية.
وسيعتمد الحفاظ على القواعد على المفاوضات التي سيتعين عليهم عقدها بحلول ماي 2021 والتي تنتهي فيها صلاحية العقد. وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن نضيف نكسة الطلب الأمريكي بزيادة المدمرات في الميناء الإسباني بمقدار 600 بحارة ومن أربعة إلى ستة بحارة، الأمر الذي من شأنه أن يجبر الاتفاق الثنائي على التغيير، وأن يمر عبر مجلس النواب، بأن يصبح معاهدة دولية، تردف الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن إسبانيا تتنافس مع الخطط العسكرية المغربية الطموحة من خلال أربع قواعد تعمل بشكل كامل في شمال المغرب، وثلاثة مشاريع لبناء قواعد عسكرية جديدة في جرسيف وتوريرت والكازارجير ومونتي أروت، وهذان الأخيران في مرحلة التطوير، لا يسيطران على “إل استريشو” فحسب، بل سيجبران إسبانيا على تقديم تنازلات إقليمية.
وتضيف الصحيفة، أن الخيار في المغرب هو قاعدة الكازارجير، وهي أول قاعدة مغربية عسكرية حصراً على بعد بضعة كيلومترات من قادس. وأمر الملك محمد السادس بتشييدها في عام 2008، وبعد خمس سنوات بدأ العمل بها.
وتابعت، أن المغرب عرضها بالفعل على الولايات المتحدة، ولكن البنتاغون رفضها لعدم وجود مسودة لمناورات السفن الكبيرة وحاملات الطائرات. ومع ذلك وضعت قاعدة مجهزة بالفعل حتى لاستضافة الغواصات.
ويرى المغرب الآن فرصة ثانية للاستفادة من الوحدة الأمريكية من إسبانيا، والاستفادة من وقت التفاوض المحدود والاحتكاكات بين مدريد وواشنطن، ويمكن أن ينضم إليها على الأقل 600 بحار والمدمرتين اللتين يريد الأمريكيون زيادتهما في قاعدة روتا.
وأوضحت الصحيفة، أن القواعد العسكرية الجديدة في جرسيف وتاوريرت وجزر الكازارجير ومونت أريوت في الشمال المغرب لديها طائرات بدون طيار، وقد تلقت للتو عشرين طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي AH-64E، كما سيتم التدريب التجريبي والميكانيكي خلال العامين القادمين في المغرب والولايات المتحدة.
وتمكنت الدولة المغاربية من إنشاء القيادة الأمريكية الأفريقية (أفريكوم) التي أنشأها البنتاغون في عام 2007 بحجة الحماية الإنسانية فيما يسمى “مكافحة الإرهاب”، لكنها تحاول بالفعل منافسة الصين في القارة الأفريقية، وفي ذلك الوقت، كان يُعتقد أنه يمكن أن يستقر في إسبانيا، بيد أن الاختيار وقع على المغرب الذي أقام معها علاقات في مجال الأمن والدفاع لعقود.
وأشارت الصحيفة ذاتها، إلى أنه وبموافقة الملك محمد السادس، فقد بنى البنتاغون أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في إفريقيا في مدينة طانطان الساحلية. ومنذ ذلك الحين استعادت المملكة العلوية دور التعاون العسكري مع الأمريكيين الذي كانت تتمتع به بعد الاستقلال عن فرنسا.
وأضافت الصحيفة الإسبانية، أنه تم تعزيز التعاون الأمني بين البلدين، ولكنهما مدعومان أيضا من فرنسا، المهتمة بنصب الجنود الأمريكيين في المغرب كتعزيز لقواتهما المنتشرة في منطقة الساحل.
تعليقات الزوار ( 0 )