شُرُفات مهدّدة بالسّقوط تنذر بالخطر في المدن المغربيّة.. و”حقوق المستهلك” تدعو إلى تحرّك عاجل من الجهات المختصة

حذر علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، من الخطر المتزايد الذي تشكله بعض الشرفات المتداعية في البنايات القديمة، خاصة تلك الواقعة في شوارع مكتظة بالمارة أو داخل أزقة ضيقة.

وقال شتور، عضو الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، في تصريح خص به موقع “بناصا”، إن التساقطات المطرية الأخيرة، تسببت بالفعل في حوادث سقوط أجزاء من هذه الشرفات، ما كاد أن يؤدي إلى كوارث لولا “لطف الله”.

وأوضح شتور، أن هذا الوضع يعكس غياب صيانة دورية تتماشى والمعايير التقنية المطلوبة، محمّلًا الجهات المعنية مسؤولية عدم إجراء إحصائيات دقيقة للشرفات المتهالكة.

ودعا شتور لإطلاق عمليات مراقبة عاجلة لتقييم الحالة الإنشائية لتلك البنايات، والعمل على توجيه تعليمات صارمة للمالكين أو المكلّفين بتدبير العمارات (السانديك)، من أجل مباشرة إصلاحات استعجالية تروم حماية أرواح المواطنين.

“شرفات الآيلة للسقوط” قنابل وسط الفضاء العمراني

بحسب شتور، فإن هذه الشرفات الآيلة للسقوط أصبحت بمثابة “نقاط سوداء” تهدد السلامة العامة، مما يفرض تفعيل القوانين المتعلقة بالبناء، ولا سيما في ما يخص جودة المواد المستعملة وطريقة تثبيت الشرفات.

وشدد المتحدث على ضرورة فرض غرامات مالية على المخالفين الذين يتهاونون في صيانة واجهات وشرفات بناياتهم، مؤكدًا أن التقصير في هذا المجال يشكل خطرًا مباشرًا على المارة، ويُعد انتهاكًا لحقوقهم الأساسية.

ثقافة التبليغ… مسؤولية المجتمع

ومن جانب آخر، دعا شتور المواطن المغربي إلى التحلي بثقافة التبليغ عن الشرفات التي تبدو غير آمنة، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة، لتفادي وقوع حوادث قد تودي بحياة أبرياء.

واعتبر أن التدخل السريع في مثل هذه الحالات يعتمد بدرجة كبيرة على وعي المواطنين واستعدادهم لتحمل مسؤوليتهم في الحفاظ على المصلحة العامة.

السلامة في الفضاء العمومي… رهان حضاري

ونبه شتور، إلى أن سلامة المارة تُعد من ركائز المجتمعات المتحضرة، مشددًا على أهمية توفير ممرات خاصة بالمشاة، وإزالة العوائق من الأرصفة، إلى جانب احترام إشارات المرور، باعتبار ذلك مظهرًا من مظاهر احترام الحقوق الجماعية.

وختم شتور تصريحه لـ”بناصا”، بالدعوة إلى تطوير البنية التحتية الحضرية، بما يضمن بيئة آمنة للمشاة، ويعزز ثقافة احترام الطريق، مشيرًا إلى أن المارة هم الفئة الأكثر عرضة للمخاطر، خاصة في المناطق المكتظة والفقيرة من حيث التجهيزات الأساسية.