شارك المقال
  • تم النسخ

“شغبُ الملاعب”.. الحادثةُ الأخيرة تُثير النِّقاشَ حولَ “أهميَّةِ التَّعليمِ وكُلفةِ الجهلِ” بينَ المغاربة

أحداث أليمة تلك التي عاشها مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، بعد انتهاء مقابلة برسم كأس العرش، جمعت بين فريقي المغرب الفاسي والجيش الملكي، حيث تحولت ساحة الملعب إلى أشبه بـ”ساحة حرب”.

خسائر كبيرة في المُمتلكات، وإصابات متفاوتة الخطورة، لدى عناصر الأمن وكذا لدى مشجعين من الجانبين، خلفت استياء وسخطا واسعين بين المغاربة على مواقع التواصل.

وقد أثارت حادثة الشغب المذكورة، النقاش بين رواد التواصل كذلك، حول ثنائية مترابطة ومتداخلة، يقوم طرفها الأول على تأكيد الأهمية القصوى للتعليم، ويتأسس طرفها الثاني، على الكشف عن الكلفة الكبيرة للجهل.

في إطار هذه الثنائية، شرع المغاربة من خلال تدويناتهم وتعليقاتهم، في كشف الأسباب التي كانت وراء حادثة الشغب الأخيرة، مُعتبرين أن الأمر لم يعد مجرد رغبة عبثية في إثارة الفوضى، بل تعداه إلى أن السلوك قد صار يُترجم “قلة وعي وجهل” بالغة من مُفتعلي الحادثة والمشاركين في تأجيج نارها.

في هذا السياق، لفت أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن ” ما يقع بالملاعب لا يعكس سوى فئات من الشباب تتجول يوميا الشوارع وترتاد المؤسسات التعليمية وتشارك في الحملات الانتخابية ولا تنال نصيبها لا من تربية الأسرة ولا من التعلم ولا من التأطير السياسي أوالأخلاقي أو الثقافي ولا حظ لها اجتماعيا”.

وتابع عميمي في تدوينة منشورة على حسابه الشخصي، بأن ” نتيجة كل هذا، كانت ما وقع بملعب الأمير مولاي عبد الله، من شغب داخله وخارجه، وكذلك ما وقع سابقا، وما سيقع أيضا لاحقا”.

تدوينة من مغربي آخر، يشتغل أستاذا بالسلك الثانوي، كتب فيها ” منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ونحن الأساتذة ننادي بإصلاح المنظومة التعليمية ككل، لأننا كنا نلاحظ تدهوراً غريباً لمستوى التلاميذ على المستوى الدراسي والأخلاقي سنة تلو الأخرى، لكن لا حياة لمن تنادي”.

وأضاف مُعاتبا ” المسؤولية يتجملها المسؤولون والآباء الذين يظلون غائبين تماماً عما يحدث في المدرسة، وكنت دائما أقول أن عدواً متعلماً خير من صديق جاهل، وها نحن وصلنا إلى ما كنا نحذر منه مع الأسف الشديد، وفُكها يا من وحَّلتيها”.

تجدر الإشارة إلى أن بلاغا من المديرية العامة للأمن الوطني، أفادت فيه بأن العمليات الأمنية التي باشرتها ولاية أمن الرباط على خلفية أعمال الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم التي جمعتبين فريقي الجيش الملكي والمغرب الرياضي الفاسي، قد أسفرت عن ضبط 160 شخصا.

ولفت البلاغ الذي اطلع منبر بناصا على نسخة منه، إلى أنه قد كان من بين الموقوفين 90 قاصرا، مثشيرا إلى أنه قد قُبض عليهم للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة، وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعامة، وإضرام النار عمدا في مركبة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي