Share
  • Link copied

شركات بريطانية تنضم إلى قطار مونديال 2030 بعد دعمها لمغربية الصحراء: استثمارات ضخمة وملاعب عالمية تُرسم ملامح التحول الجيوستراتيجي المغربي

في خطوة تحمل أبعاداً رياضية، اقتصادية ودبلوماسية عميقة، أعلنت المملكة المتحدة عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لحل نزاع الصحراء، بالتزامن مع مشاركة واسعة لشركاتها الكبرى في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الخاصة بكأس العالم 2030، الذي سيستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

وكشفت وسائل إعلام بريطانية، أن التحول اللافت في موقف لندن لم يكن فقط دعماً سياسياً، بل جاء مصحوباً بحشد اقتصادي استثماري، إذ شرعت شركات هندسية بريطانية رائدة في توقيع اتفاقيات لإنجاز مشاريع كبرى في إطار التحضير لهذا الحدث العالمي.

ومن بين هذه الشركات، برز اسم “Populous”، التي أسندت إليها مهمة تصميم ملعب بنسليمان الجديد، الذي سيكون الأكبر على مستوى العالم بسعة تبلغ 115 ألف متفرج.

وزار وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، مؤخراً المغرب في زيارة رسمية شملت جولة في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وموقع بناء ملعب مولاي الحسن في طنجة، حيث التقى مسؤولين بارزين على رأسهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي.

وخلال زيارته، شدد لامي على أن خطة الحكم الذاتي المغربية المقدمة عام 2007 تمثل “الحل الأكثر مصداقية وواقعية وقابلية للتطبيق” لإنهاء النزاع حول الصحراء المغربية.

وأضاف، أن بريطانيا ستواصل العمل على دعم هذا التوجه على المستويات الثنائية والدولية، في انسجام تام مع الموقف الأمريكي والفرنسي، اللذين أعلنا تباعاً دعمهما للمقترح المغربي في 2020 و2024.

في المقابل، عبر المغرب عن ترحيبه بهذا الدعم السياسي والاستثماري، حيث تعمل الحكومة المغربية على تخصيص ما بين 5 إلى 6 مليارات دولار لتطوير بنيتها التحتية، بما يشمل تجديد 6 ملاعب كبرى وتشييد ملعب جديد في الدار البيضاء، إضافة إلى تحسين شبكات النقل والمرافق السياحية.

كما شملت الاتفاقيات الموقعة تعاوناً في مجالات متعددة مثل الصحة، الابتكار، البنية المينائية، والماء، بالإضافة إلى شراكات بين الوكالة البريطانية لتمويل الصادرات ومقاولات مغربية لتأمين تجهيزات ذات جودة عالمية للمونديال.

وتُبرز هذه الدينامية المتسارعة كيف بات مونديال 2030 أداة استراتيجية لتحويل المغرب إلى مركز رياضي ولوجستي واستثماري محوري في شمال إفريقيا، في ظل دعم متزايد لسيادته ووحدته الترابية.

وبهذا، يتحول مونديال 2030 من مجرد تظاهرة رياضية إلى منصة دولية لترسيخ شراكات استراتيجية، وتحقيق اختراقات دبلوماسية كبرى، حيث تتقاطع الملاعب مع السياسة، والرياضة مع الجغرافيا.

Share
  • Link copied
المقال التالي