شارك المقال
  • تم النسخ

سمير بنيس يسائل مشاريع مبادرات الترافع حول قضية الصحراء المغربية

موضوع الترافع عن قضية الصحراء المغربية كان وسيظل علامة تجارية للبعض الذين يستعملونه كلما كان هناك مستجد في هذا النزاع من أجل تحقيق طموحات شخصية، عوض العمل بتفان وإخلاص من أجل الدفاع عن الوطن وعن وحدة البلاد. كلما كان هناك أي تطور في قضية الصحراء نسمع عن إطلاق العديد من المبادرات التي يقال إن هدفها منها الترافع عن هذه القضية.

وأصبحت في الآونة الأخيرة عبارة الترافع عن الصحراء عبارة رنانة يتم استعمالها من أجل إيهام الرأي العام المغربي أنه هناك بالفعل جهات تعمل على الترافع بشكل دائم ومستمر ومهني على قضية الصحراء في وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام الدولية. مع الأسف حينما تقوم بمراقبة الوضع، تجد أن ليس هناك أصوات مغربية تدافع عن الموقف المغربي وتعرف بالحقائق التاريخية والقانونية التي تعزز الطرح المغربي، اللهم بعض الأصوات المجتهدة التي تعمل بجد وتفان من أجل الدفاع عن بلدها والوقوف ضد الحملات الدعائية التي يتعرض لها المغرب.

والسؤال: أين الأصوات المدافعة عن الموقف المغربي في وسائل الإعلام الناطقة باللغتين الاسبانية والانجليزية؟

قبل ثلاثة سنوات، كان هناك الحديث عن إطلاق مبادرة وزارية للترافع عن قضية الصحراء، ولحد الساعة لم يظهر أي أثر لتلك المبادرة على أرض الواقع، بل ذهبت أدراج الرياح. والآن هناك الحديث عن مبادرة لمجلس الجالية للترافع عن نفس القضية.

تتعدد المبادرات التي تدعي أنها تهدف للترافع عن هذه القضية، إلا أن النتيجة واحدة، وهي غياب أي أثر لهذه المبادرات.

والمشكل الرئيسي الذي نعاني منه في المغرب هو غياب الرجل المناسب في المكان المناسب. يكثر الحديث عن الدبلوماسية الموازية وعن الترافع، إلا أن هذه المبادرات لا تعدو أن تكون ذات أهداف شخصية ربحية تهدف إلى تمكين أصحابها من الحصول على تحقيق أهداف ذاتية دون القيام بأي مجهود يعود على البلاد بالنفع.

فاقد الشي لا يعطيه!!

 أناس يعيشون في قوقعتهم ولا يطلعون على ما يجري في وسائل الإعلام الدولية ووسائل التواصل الاجتماعي عن المغرب ولا يقومون بأي جهد ضد الحملات التي تستهدف بلادنا، وبين عشية وضحاها يظهرون على الساحة ويقولون أنهم سيطلقون مبادرات للدفاع عن الوحدة الترابية للمغرب.

ويشهد التاريخ أنني كنت شخصيا من السباقين للقيام بذلك منذ أكثر من 15 سنة بأربع لغات، أولا باللغة الاسبانية خلال الفترة ما بين 2004 و2008. ثم عام 2011 قمت بمعية أخي عدنان بإطلاق أول موقع إلكتروني يركز بشكل كثير على قضية الصحراء بشكل مهني ومن خلال استعمال اللغة التي يفهمها القارئ الغربي. وقد نجحنا ولله الحمد بفضل تفانينا وإصرارنا على تفادي الصعاب والمعيقات للصمود وتطوير منتوجنا إلى أن أصبح موقع Morocco World News مرجعاً لكل الأكاديميين أو الصحفيين على المستوى الدولي الذين يكتبون عن المغرب.

كما ساهمنا إلى حد كبير في تغيير نظرة القائ الغربي لقضية الصحراء وفي إبطال مفعول البروباغندا التي تروج لها البوليساريو والجزائر. واستطعنا تكوين فيلق من الصحفيين المغاربة والأجانب، خاصة من أمريكا وبريطانيا، الذين تشبعوا واقتنعوا بالموقف المغربي وأصبحوا من بين أشرس المدافعين عنه.

وفي غضون ذلك، يتم إطلاق المبادرة تلوى الأخرى ولا يكلف القائمون على هذه المبادرات حتى عناء التواصل معنا أو إشراكنا فيها أو الأخذ بمشورتنا. فهم يعلمون علم اليقين أن الهدف الأسمى الذي سعينا إلى تحقيقه حينما أطلقنا هذه المبادرة قبل 10 سنوات لم يكن هو كسب المال أو استغلال أموال الدولة لتحقيق أهداف شخصية، بل الدفاع عن بلدنا، وإلا لما قمت أنا وأخي عدنان بالتضحية بمبالغ مالية كان بإمكاننا استعمالها لإطلاق مشروع تجاري كبير أو شراء فيلا.

اقترحنا الموضوع تلوى الآخر على العديد من الجهات، منها وزارة الاتصال قبل أربع سنوات والوزارة المكلفة بالمجتمع المدني وكذا على الأمين العام لمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وأكد لنا هذا الأخير أنه مقتنع بالمشروع وقيمته في الترافع عن القضية الوطنية. عقدت معه شخصيا اجتماعاً في شهر نوفمبر من السنة الماضية واتفقنا على كل التفاصيل. غير أنه بعدما رجعت إلى واشنطن، لم يعد يكلف نفسه حتى عناء الرد على رسالاتي النصية أو مكالماتي

الآن وعقب التطورات الأخيرة في الكركرات، استفاق مجلس الجالية المغربية بالخارج من سباته وقرر التوقيع على اتفاقية شراكة مع كلية الحقوق بالرباط من أجل الترافع عن قضية الصحراء. ولكن لم يخبرنا عن المنهجية التي سيتبعها والأهداف المسطرة وطريقة تحقيقها وهل هناك من معيار لقياس نجاح هذه المبادرة.

لم يعد المهم بالنسبة لبعض المغاربة وضع مخططات واقعية الهدف منها تحقيق أهداف قابلة للقياس ومساعدة البلاد على مواجهة الحملات التي تتعرض لها باللغة الإنجليزية والاسبانية خاصةً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية، بل هو إطلاق المبادرات والاستفادة من قيمتها التسويقية ومن effet d’annonce الذي يصاحبها. وفي آخر المطاف، يظل المغرب غائباً على المستوى الإعلامي والأكاديمي ونترك الفرصة للآخر للتكلم عوضنا والسيطرة على السردية، وبالتالي، الحصول على تعاطف الرأي العام الدولي.

ولم أر خلال العشر سنوات الماضية أصواتا من مغاربة العالم حاضرة باللغة الإنحليزية والإسبانية يدعمها مجلس الجالية لمواجهة الدعاية الجزائرية بالحجة والبرهان.

واذا كانت هناك رغبة لدى البعض في عدم إشراك أعضاء الجالية المغربية المقيمة بالخارج والخبراء العارفين بخبايا هذا الموضوع، فإنني سأثابر وسأستمر في القيام بما قمته به خلال العقد الماضي للدفاع عن بلادي بكل ما أوتيت من قوة، وحتى وإن كان هناك أناس آخرون يستفيدون من قربهم من دوائر القرار لتحقيق أهداف شخصية عوض التعامل معها بأمانة واستعمالها فيما يحقق الصالح العام.

رحم الله والدي الذي ربانا على حب الوطن والإخلاص له، وكان دائماً يقول لي ولإخوتي: إن حب الأوطان من الايمان، وأنا على عهده باق !

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي