أثارت صحيفة “موندو ديبورتيفو”، جدلاً واسعًا بعد وصفها لفريق أتلتيكو سبتة بأنه “ثالث نادٍ من أصل مغربي يشارك في كرة القدم الاحترافية”، وذلك عقب صعود الفريق إلى دوري الدرجة الثانية الإسبانية.
ورغم من أن الصحيفة سارعت إلى حذف الصيغة المثيرة للجدل، إلا أن الصياغة الأولية شكّلت – بحسب متابعين – اعترافًا ضمنيًا بمغربية مدينة سبتة، المحتلة من قبل إسبانيا منذ القرن الخامس عشر.
عنوان “عفوي” أم اعتراف جغرافي-تاريخي؟
ولم تتوقف تداعيات العنوان المثير للجدل، بعد حذفه، بل إن مضمونه أخرج إلى العلن تناقضًا صارخًا في الخطاب الرسمي الإسباني حول سبتة، وفجّر نقاشاً هوياتياً عن المدينة.
وعلّق نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن ما ورد في الصحيفة لا يمكن أن يُفهم إلا كاعتراف ضمني بالحقيقة التاريخية والجغرافية لسبتة، التي يعتبرها المغرب جزءًا من أراضيه المحتلة، إلى جانب مدينة مليلية وعدد من الجزر.
غضب رسمي ومحاولة تدارك
مقابل ذلك، أثارت هذه الإشارة غضب الاتحاد الملكي لكرة القدم بمدينة سبتة، الذي اعتبر العنوان “مهينًا” و”خارجًا عن السياق الوطني”، مطالبًا بتصحيح فوري لما ورد في التقرير.
وبالفعل، استجابت الصحيفة لاحقًا عبر حذف الصيغة “ذات الأصول المغربية”، لكنها لم تصدر أي توضيح أو اعتذار، مكتفية بتعديل النص بهدوء.
اللافت أن هذه الحادثة، جاءت في ظرف سياسي يتسم بالحساسية الشديدة في العلاقة بين المغرب وإسبانيا، لا سيما في ظل النقاش المستمر حول وضع المدينتين المحتلتين.
ويذهب محللون إلى اعتبار ما وقع “هفوة إعلامية” تكشف القناعة العميقة التي يحملها حتى بعض الإسبان أنفسهم حول انتماء سبتة ومليلية للمجال المغربي.
حقيقة تتجاوز المستطيل الأخضر
ورغم الطابع الرياضي للمناسبة، إلا أن التوصيف الجغرافي لفريق سبتة تجاوز حدود الرياضة ليعيد طرح الأسئلة حول شرعية التواجد الإسباني في المدينة التي تقع داخل المغرب.
فسبتة، وإن كانت تحت السيطرة الإسبانية منذ 1415، تظل جزءًا من الوعي الجمعي المغربي، وهو ما تجدد التعبير عنه في أكثر من مناسبة، سواء في خطب رسمية أو مواقف شعبية.
إن سهو صحيفة رياضية إسبانية ذات مصداقية واسعة، ووقوعها في ما تسميه مدريد “خطأ جغرافيًا”، يعكسان في الواقع الحقيقة الجغرافية والسياسية التي تحاول إسبانيا إنكارها: سبتة مدينة مغربية تحت الاحتلال.
تعليقات الزوار ( 0 )