شارك المقال
  • تم النسخ

زينة الداودية وإعدام الوطن

سعيد ألعنزي تاشفين*

إن ما صرحت به “الفنانة” الداودية من فوق منصة الحجاز، يعكس حجم ما ألم بنا من هدر مقصود للكرامة المغربية.

زينة الداودية، و هي تلتحف العلم الوطني، قالت “بناتنا عندكم أو ولادكم عندنا” !! لقد نجحت السياسة الممنهجة في الإعلام في إفساد القيم وتكريس منطق التطبيع مع وتبخيسها تحت مبررات الحداثة المغشوشة.

“بناتنا عندكم” تعكس ما ألم بالمجتمع من تراجعات قيمية تحت قذائف المسح القيمي الذي تقوم به قنوات “وطنية” تفتقر إلا الحس الوطني في إنتاج أنساق قيمية إيجابية، سيما قناة التحريف التي نجحت في تلطيخ سمعة الوطن في وحل الفضائح حتى إن المغربيات يتقدمن لخطبة الأتراك مقابل مبالغ مالية ضخمة !!.

كيف لا يحصل كل هذا وقناة الحداثة المغشوشة أضحت متخصصة في تخريب ما بقي من قيم مجتمعية على منوال الخط “التحديثي” لسياسات إعلامية مجسدة للبؤس القيمي، حتى أصبحنا كمغاربة رقما مهما في معادلة السوق الجنسية المحررة بفضل ما لنا من صادرات نحو سوق اللذة ببلدان البيترودولار المتخصصة في المنتوج المغربي من صنف “سنان لحليب” والشفاه المنتفخة والأفخاذ المكتنزة والكواعب أترابا.

كيف لا و ما أصبح يعرف بملف “حمزة مون بيبي” يفيد وجود تجارة الرقيق الأبيض واستدراج فحول الكبث العربي إلى شقق اللذة المحمية بأموال هدر الأخلاق العامة، وكأن سمعة الوطن أصبحت في خبر كان، وكأن وقار الإنسان هنا في كف عفريت ! لقد قالت الداودية كل شيء في جملة مفيدة مفادها “شركنا اللحم”!!

إنها لازمة تقدم المغرب، أرض الشهداء، لذة تشترى بأموال ريع النفط ببلدان الكبت العربي الذي يقصد بلد الأولياء لإشباع جشع المكبوتين.

الداودية قالت كل شيء، و لسان حال الوطن يصدح جهرا واصلوا إعدامكم لي في مقصلة المسترجلات والمخنثين في زمن العهر الفني والإستعداء الممنهج لقيم “تمغرابيت” التي تخدش صباح مساء بدعم من الضمير الرسمي القائم على قضايا الإعلام، حتى إن الإعلام التركي الممغرب Marocanisé أضحى متخصصا في تحريف الوعي المغربي الجمعي وتوجيهه نحو ماخور الإستهلاك الماجن للجسد الأنثوي المغربي بلا كلل ولا حرج !!.

لقد قالت زينة كل شيء في لازمة “ولادكم عندنا وبناتنا عندكم”، وفي كلتا الحالتين نحن مجرد جسد جمعي محرر من كل قيم الشرف والوقار بما يخدم الكبت العربي الذي يتسوق فينا ومنا، بكل حرية مجزاة، وبما يحصد كرامة وطن شامخ انتهى حيص بيص بين “حمزة مون بيبي” وتصريح الداودية وفي أحسن الأحوال نتجاوز كل ما ورد في مقدمة ابن خلدون لصالح المؤخرة المكتنزة لـ”فنانات” الجيل الفني المقرصن لنبل الفن؛ من طينة “تراكس” و”زعزع”.

هكذا يتجلى مكر التاريخ أمام وطن شامخ كان يخي عربستان منذ أن إنتصر على الأبيريين، قبل ان ينتهي رهينة بين مافيات المتاجرة بالجسد، أصلا تجاريا، فيما بين الفخذين، و ما مسنا من لغوب.

ترى كيف تتحمل يا وطن الشهداء، من زمرة الدهية وكنزة الأورابية وزينب النفزاوية وخناثة بنت بكار وعدجو موح، وغيرهن من المغربيات الشامخات على نقيض حضارة التغني بالغلمان وبالتبجح بفتاوي “تفخيذ الصبية”.

كل هذه القذائف تستهدفك حتى صرت أضحوكة تؤثت جلسات الرواقيون الجدد من صنف همج الكبت الموبوء على اشلاء عنفوان وطن عظيم كأنت.

لعمري لقد بلغ سيل الإذلال زباه، وتحولنا جميعا إلى عقدة العار تحت مخالب “فنانات” الغيبوبة الفكرية والعهر الفني الذي يرقص على صحوة الوطن و على شرف هذه التربة المعطاء.

بناتنا عندكم و ولادكم عندنا تكفي لكي نفكر جميعا في حفل تأبين جماعي نبكي بعضنا و نواسي هذا الوطن الجريح بغذر بناته من صنف فنانات العار و مخنثي الليالي الحمراء المعدلين جينيا، والمطبع معهم باسم تفسير تعسفي لقيم الحريات وحقوف الإنسان.

فمتى كانت الحريات تطبيعا مع العهارة وتماهيا مع المتاجرة مع كواعب اثرابا في سوق اللذة المستباحة.

اتقوا الله يا حواء الحرية المستباحة في عرض الوطن الذي بنته دماء الشهداء القابعين في مقابر منسية في زمن الإهانات التي حشدت كل السيواف للنيل من شرف هذه التربية المعطاء..

ومؤكد ستبقى لازمة الداودية “بناتنا عندكم او ولادنا عندكم.. شركنا اللحم والدم “هزيمة شنعاء كيوم انهزام المغاربة في حرب اسلي هزيمة نكراء أساءة للمغرب افقيا و عموديا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي