في ظل تصاعد موجة الجريمة في عدد من المدن المغربية، وانتشار عمليات السطو والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، أطلق ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي حملة جديدة تحت وسم “زيرو_كريساج”، في خطوة تعبّر عن القلق الشعبي المتنامي من الانفلات الأمني، وتدق ناقوس الخطر بشأن ما آلت إليه الأوضاع في عدد من الأحياء الحضرية والشبه حضرية.
الحملة، التي انطلقت خلال الأسبوع الجاري، سرعان ما تحوّلت إلى ترند رقمي واسع، شارك فيه آلاف المواطنين، الذين عبّروا عن تجاربهم، أو رواياتهم لما يتعرض له المارة من اعتداءات مفاجئة، وسرقات تحت التهديد، بل في بعض الحالات عنف جسدي أدى إلى إصابات بليغة، بل ووفيات.
ويطالب المشاركون في الحملة السلطات الأمنية بـ”التحرك الفوري والحازم” من أجل استعادة السيطرة على الشارع العام، وإعادة الشعور بالأمان إلى المواطن، خاصة في المدن التي سجلت ارتفاعًا مهولًا في وتيرة الاعتداءات، مثل الدار البيضاء، فاس، سلا، وتمارة، وصولًا إلى مدن صغرى كـ القصر الكبير، التي شهدت مؤخرا واقعة طعن شاب في وضح النهار، هزّت الرأي العام.
تدوينات وشهادات صوتية وصور كاميرات المراقبة أصبحت أدوات الحملة الجديدة. في موقع “فيسبوك”، يكتب أحد النشطاء: “نحن لا نطلب المستحيل، فقط نريد أن نخرج من بيوتنا دون أن نحمل الخوف في جيوبنا. هل هذا كثير؟”.
ويقول آخر في تدوينة حصدت مئات المشاركات: “الأمن مسؤولية الدولة، والمواطنون يشعرون بأنهم باتوا في مواجهة مباشرة مع المجرمين. حملة #زيرو_كريساج هي صرخة حياة، لا حملة رقمية عابرة.”
ولا تقف الحملة عند التنديد فقط، بل ترفع مطالب واضحة، من بينها: تشديد العقوبات في حق المعتدين المتلبسين بالسلاح الأبيض، وزيادة عدد الدوريات الأمنية في الأحياء الهامشية والأماكن ذات الكثافة السكانية.
كما طالب النشطاء بإطلاق حملات تطهير موسعة تستهدف أوكار الإجرام المعروف محليًا، مع استثمار الدولة في تقنيات المراقبة الذكية وتفعيل الربط بين الأجهزة الأمنية والمواطن عبر تطبيقات التبليغ الفوري.
وفي المقابل، تؤكد مصادر أمنية أن السلطات لا تقف مكتوفة الأيدي، وتشير إلى أن “نسبة حل الجرائم مرتفعة مقارنة بعدد الحالات”، وأن هناك “مجهودات ميدانية تُبذل يوميًا رغم التحديات البشرية واللوجستيكية”.
لكن المواطنين، بحسب الحملة، يرون أن الجهود “لا تواكب حجم التهديد ولا تضمن وقاية كافية”، مطالبين بـ”استراتيجية أمنية جديدة تتجاوز المقاربة الكلاسيكية”، وتدمج الزجر مع الوقاية، والتدخل الاستباقي مع الإنصات المجتمعي.
تعليقات الزوار ( 0 )