Share
  • Link copied

زيارة كاغامي إلى الجزائر: تعاون اقتصادي موسّع وتجاهل لافت لقضية الصحراء يعكس واقعية كيغالي ومحدودية التأثير الجزائري

في زيارة رسمية امتدت ليومين، حلّ الرئيس الرواندي بول كاغامي بالجزائر، حيث التقى نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، ووقّع الطرفان سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام الجزائرية بـ”التاريخية”.

غير أن الصمت الكامل للرئيس الرواندي بشأن ملف الصحراء المغربية أثار تساؤلات عدة حول حقيقة المواقف الإفريقية من الطرح الانفصالي الجزائري.

وخلُص اللقاء الرسمي بين الجانبين إلى توقيع مذكرات تفاهم في مجالات متنوعة: الفلاحة، التكنولوجيا، التعليم المهني، الصناعة الصيدلانية، والطيران، إلى جانب اتفاق على إلغاء التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية.

وفي البيان المشترك، أكد الطرفان تمسكهما بـ”الاستقلالية الإفريقية” في حل النزاعات، دون الإشارة إلى ملفات خلافية، غير أن الملاحظة البارزة كانت في الموقف من الصحراء المغربية.

فبينما أعاد تبون، بشكل أحادي، ترديد مواقفه المعهودة بدعم جبهة البوليساريو، اختار كاغامي الصمت الدبلوماسي المطلق، في تجاهل واضح لأي انسياق وراء الطرح الانفصالي، وهو ما قرأه مراقبون على أنه رسالة ضمنية تكرّس عزلة الجزائر في هذا الملف.

رواندا، التي طوّرت في السنوات الأخيرة علاقات استراتيجية مع المملكة المغربية، سواء من خلال الاستثمار أو التعاون الأمني والتقني، تفضل التزام الحياد في النزاع المفتعل حول الصحراء، خصوصًا مع ما يشهده الموقف الإفريقي من تحولات متسارعة لصالح مغربية الصحراء، بدليل افتتاح العديد من القنصليات العامة لبلدان إفريقية بالعيون والداخلة.

ويرى محللون أن كاغامي، المعروف ببراغماتيته السياسية، يُدرك موقع المغرب المتقدم داخل القارة، ويحرص على الحفاظ على توازن علاقاته دون الانجرار إلى سجالات لا تخدم مصالح بلاده.

وكشفت زيارة كاغامي، ورغم ما حملته من رسائل اقتصادية، محدودية قدرة الجزائر على استقطاب حلفاء حقيقيين في قضية الصحراء.

فالصمت الرواندي لم يكن فقط موقفًا محايدًا، بل تعبيرًا عن تحفظ واضح، يؤكد أن المناخ القاري بات أقل تقبلًا لخطاب الانفصال.

وفي المقابل، يواصل المغرب تعميق حضوره المؤسساتي والاستثماري داخل إفريقيا، مستندًا إلى مبادئ التعاون جنوب-جنوب، ومبادرات ملموسة على الأرض، بعيدًا عن الخطابات المؤدلجة.

Share
  • Link copied
المقال التالي