تعيش الجماعة الترابية بني تدجيت بإقليم فجيج وضعًا مائيًا صعبًا منذ سنوات، في ظل ما بات يُعرف بـ”أزمة مياه السقي”، التي يعاني منها مجموعة من الفلاحين بالمنطقة، وتؤثر بشكل مباشر على الأنشطة الزراعية، التي تعدّ مصدر العيش الأساسي لمعظم ساكنة المنطقة.
ورغم أن بني تدجيت تقع في نطاق ترابي يضم سد خنق كرو، وهو خامس أكبر سد في المغرب من حيث سعة التخزين، فإن الفلاحين المحليين يشتكون من الحرمان التام من مياه الري، في مشهد يثير تساؤلات عديدة حول العدالة المجالية في الاستفادة من الموارد الطبيعية، وجدوى المشاريع المائية الكبرى في تحسين أوضاع العالم القروي.
وتزداد هذه المفارقة حدّة في ظل تراجع التساقطات المطرية، وتفاقم آثار التغيرات المناخية، ما أدّى إلى انهيار مردودية الضيعات الفلاحية، وجعل فئة واسعة من ساكنة بني تجيت، مهددة بفقدان مصدر رزقها الوحيد، وهو الزراعة المعاشية والرعوية.
في هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية فريدة خنيتي، عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالًا كتابيًا إلى وزير التجهيز والماء، تثير فيه هذه الإشكالية، وتطالب بتوضيحات بشأن أسباب عدم استفادة فلاحي بني تدجيت من مياه سد خنق كرو، رغم ما يوفره من إمكانيات ضخمة في مجال تعبئة وتدبير الموارد المائية.
وتساءلت النائبة البرلمانية عن مبررات عدم ربط السد بشبكة الري الموجهة مباشرة نحو الضيعات الفلاحية بالجماعة، كما استفسرت عن التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لمعالجة هذا الوضع وضمان استفادة الفلاحين من منشأة مائية حيوية كهذه.
تعليقات الزوار ( 0 )